عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2013, 10:30 PM
المشاركة 193
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كيف نجمع بين آية { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } والاستعانة بالغير؟.
-------------------------------------------------------------
إن المصلي يقرأ في كل صلاة في سورة الحمد : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ؟.
وكما هو معلوم هناك فرق بين { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ، وبين نعبدك ونستعينك . إذا قلنا : ( نعبدك ) ، فإن هذا لا ينافي أن نعبد غير الله عز وجل ، ولكن عندما نقول : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } ؛ أي نعبدك حصرا. { وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ، أي نستعين بك حصرا .
من حيث العبادة ، كلنا نعبد الله عز وجل حقيقة وحصرا ، ولكن المشكلة في الشق الثاني.. طبعا الشرك الخفي له مجاله ، ولكن الكلام هنا عن الاستعانة ؛ أي يا رب نستعين بك ، ولا نستعين بأحد سواك .
فإذن ، كيف نجمع بين هذه المقولة ، وبين استعانة بعضنا ببعض في الحياة الدنيا ؟.
نحن نستعين بذوي الاختصاص: بالطبيب والمهندس، ونجعل بعضنا وسطاء في قضاء
الحوائج .
كيف نجمع بين { إيّاكَ نستعين } وبين الاستعانة بالغير كما هي سنة الحياة ؟.
إن القضية جدا بسيطة : أي أستعين بأخي المؤمن على أنه سبب من الأسباب ، وعلى أنه أداة بيد الله عز وجل { وَللهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } . ولو شاء الله لقلب فؤاده على خلاف ما هو يريد .
فرعون كان يقتل الأطفال ، ولكن عندما وقع موسى بيده تحول من عدو قاس إلى إنسان لين ، وجعله ابنا له .
عندما عاد موسى وقام بثورته على فرعون منّ عليه بأنه رباه وليدا فـ{ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ } .
فإذن ، إن معنى ذلك أن القلب بيد الله عز وجل ، ( إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، يصرفها كيف يشاء ) .
وبالتالي ، فإنه عندما يذهب الإنسان للأسباب الظاهرية ، عليه أن يذهب إلى أن هذا السبب بيد الله عز وجل ولو شاء لأزال سببيته .
ولهذا عندما تقضى حاجة المؤمن كعملية موفقة على يد جراح ماهر ، فإن أول خطوة عليه القيام بها ، هي أن يشكر الله عز وجل على هذه النعمة ، فيقول :
يا رب لك الحمد ، ولك الشكر ، أن سخرت لي فلانا . فمن شكر الله على النعم ، سيسخر له رب العالمين أسبابا أخرى ، من باب : { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } .
**************************************
حميد
24 - 12 - 2013

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي