عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-2010, 10:14 PM
المشاركة 15
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* لن أبارحك ..
تباغتني أمنية هرعة تتمسك بطرف لوعتي من مخالب الشتات , وتهمس لي من خلف سور الليل : بأنك قادم لا محالة ..
بأن الطرقات الغائرة في البيد , تنتحب الضباب المهرول في حضرة السعد وحاشييتك أيها الأمير تنحي الوجوم عن سلطة القسمات ..
جواريك .. وغلمانك يتقدموك بأزاهيج القصيد أيها الشاعر لتتخذ من مجاورتي إلهاما .. ومن ملامحي المنكسرة لك حياء مداد يدلق كل لوعتك ..
مكثك السافر أصيخ له إحتفاء رغم ذعري المطل من بين أنتباهة ماجنة وأخرى .. من بين غصة تلوذ بحنجرتي هائمة على وجها من موانئ صدري :
بأنك مجرد إكليل لجبين قلبي .. وماساته سراب ..
ينكل بي الشرود , ومبثوث هو وعيي .. مشطور , وأحس بوخز في حواسي ..وحدقي يتجمد إلى حد أتوهم جليد البصر ما عاد يميز فارع القرار قويمه ..
أقتات من بارحة زفير تتهيأ للولوج فأبتلعها , وأتصفح ورقة أخيرة من عبوسك الذي زجني بين دفتيه ..
أي جيب هي ذاكرتي , حين تتخم بك وحدك وتهمش كل ما بقي من الحياة ..
أي شرخ يتعرج على مرآتك منذ أن هيمنت بواقيك وأنامل هيبتك على نواقص شموخي ..
آيل للسقوط فرحي . وكم تملكتني الظنون التي شاءت أن تنجلي وتخفي نيتها لكسر بلورة العشق الرخيم ..
أهي عرض كي أعتاد الألم مرة أخرى وعلى رصيف لمدينة تسقط أرصفتها وتتهشم تحت تيه خطواتي ..
وذلك الفجر الذي عصب نوره بوشاح هزيل وراح يولول على مسمع الشمس ويطلب غوث بإشراقة جديدة ..
بات رفيقي , غير أن سجاني الظلام وضعني في زنزانة قضبانها من أحزان حادة وأضلاع هشة الضمر ..
لا أريد أن أغادرك , مازال قلبك مملكتي ,, وصدرك جنتي التي أتذوق منها أطايب عشقك .. وحبات من عنب أنت كل مذاقها المدهش ..
لا .. لن أبارحك يا شاعر البهاء .. وسأبقى لصيقة الحضور بقوافيك ..
لا .. لن أبارحك ..