عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-2013, 04:16 AM
المشاركة 16
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية

الحلقة السادسة عشرة:

تفسيري يحدد مصيري

تحدثنا في الحلقة السابقة عن أن التجاهل المقصود يجلب معه سيناريو معهود، يضغط على المشاعر ويعلي الترقب والانتظار وكما يقول المصريون، وقوع البلا ولا انتظاره...

والمشاعر السلبية إذا لم نصرفها بطريقة صحيحة، فسحت المجال لنفسها وتنفست أمراضا وعلل عضوية....

ومن ذا الذي سيعوضني على صحتي لو ضاعت...

وأهم سر في ردة الفعل بشكل عام أو في حالتنا هذه الحيرة في التعامل مع الآخر – من النوع الذي ينفش ريشه- هو تفسير فعله أنه يمس كرامتنا ويهيننا، بينما لو وضعنا نفسنا مكانه لوجدنا أنفسنا، نحتاج لإعادة النظر والتماس العذر حتى لو تحليلنا صحيحا، فإذا مر أحدهم في الشارع وشتمني مثلا؟ يجب أن أهدأ لأن شتمه لا معنى له ودليل أنه غاضب هو ولديه خلل نفسي لحظي هو وليس أنا، فلم أفسر أنه أهانني؟

نأتي لجزئية كظم الغيظ وأمر الله تعالى لنا به:

وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) سورة آل عمران

وتعالوا نضرب مثلا بالبركان، فكما نعلم أن للماء الآت من تحت الأرض فوهة علوية يتفجر منها... ولو فرضنا أننا ردمنا هذه الفوهة بالتراب والحجر وأغلقناها وأحكمنا غلقها بحيث لا يخرج الماء، ماذا سيحدث؟

طبعا سيبحث الماء عن مخرج وستعم الرطوبة المكان ويتشقق الجدار الحامل للمنبع الرئيسي الذي أغلقناه...

وإذا قسنا على المشاعر فإن كظم الغيظ فضيلة وإحسان من صاحبه ولكنه لابد أن يخرج في شيء آخر صحي ومفيد، كالرياضة والوضوء والاستحمام والدعاء والبكاء بين يدي الله والاستغفار ولا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، وإن لم يخرج فهو ويل على صاحبه..

هذا جزء من كيفية تحقيق التوازن النفسي عند الدفع بالتي هي أحسن: تغيير التفسير وتفريغ المشاعر بطريقة سليمة

في الحلقة القادمة بإذن الله التعامل السوي مع نافشي الريش ^_^

بقلم: نزهة الفلاح