عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-2010, 07:57 PM
المشاركة 84
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قال المفسرون: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ) أي المبلغ الذي لا يزيد عليه نشؤه، وقوله تعالى: )وَاسْتَوَى ) أي كمل، و( بلوغ الأشد) في الأصل هو الانتهاء إلى حد القوة وذلك وقت انتهاء النمو وغايته وهذا مما يختلف باختلاف الأقاليم والعصور والأحوال )( 22) وقوله: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً )؛ ( فهو أقصى نهاية بلوغ الأشد)( 23) ( في الأغلب)( 24) و( في الأربعين يتناهى العقل)، ( فإذا زاد على الأربعين أخذ في النقصان)( 25) و( من الناس من يموت قبل أن يخرج طفلا وآخرون قبل الأشد وآخرون قبل الشيخوخة)( 26) أي:(وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ ) أن يبلغ الشيخوخة،(وَلِتَبْلُغُوآ أَجَلاً مُّسَمٌّى ) يقول: ولتبلغوا ميقاتًا مؤقتًا لحياتكم وأجلاً محدودًا لا تجاوزونه )( 27) ( يريد أجل الحياة)( 28) وضعف الشيخوخة نذير الهلاك ولذا عبَّرَ عنها القرآن حكاية عَمَّن بلغها أو وصفها بأسلوب يفيد الاسترحام، مثل: (مَسَّنِىَ الْكِبَرُ ) الحجر 54، و( أَصَابَهُ الْكِبَر) البقرة 266 و (قَدْ بَلَغَنِىَ الْكِبَر ) آل عمران 40، و (قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيٌّ ) مريم 8 و (أَبُونَا شَيْخٌ كَبِير ) القصص 23، وللتدهور في البنية والوظائف وصف القرآن الشيخوخة بأنها )أَرْذَلِ الْعُمُرِ )، ومن أهم ملامح التدهور إصابة المخ وتناقص المهارات العقلية والكفاءات الذهنية والعلم بالذات والموجودات مما قد يفسر سبب اختيار تلك الوظيفة العليا التي تختص بالتكليف لتبرير الوصف، قال تعالى:(وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُمْ مَن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَىْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئً ) النحل70.

وقال تعالى: (يَآأَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِى الأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمٌّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوآ أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئً) الحج 5.


يتبع ~ ~