عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2013, 02:55 PM
المشاركة 4
السيد مهدي الحسيني
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي البكاء:
نواصل موضوع النعم.

البكاء:

حالة شعورية تنتاب الأنسان في حالة الأسى والحزن، وقد يصاحبه أرن وصوت، وقد لا يصاحبه ذلك.

لكن ذرف الدموع لامفرمنه.

لاحظ بكائية دعبل الخزاعي الرائعة الخالد على مدى الدهور، والتي تشرح مظلومية أهل البيت(ع).

هذه المرثية الخالدة، بكى لهاالرفيع والوضيع.

بكى لها الإمام الرضا(ع)وهو الإمام الثامن عند الشيعة.

بكى لها المأمون العباسي وهوخليفة المسلمين، حتى إخضلت لحيته بالدموع!!!!

بكت لها حتى اللصوص والسراق، وهي تسرق وتنهب ناظمها وقائلها!!!!!

بكيت لرسم الدارمن عرفات..................وأذريت دمع العين بالعبرات

مدارس آيات خلت من تلاوة....................ومنزل وحي مقفرالعرصات

ديارعلي والحسين وجعفر.....................وحمزة والسجاد ذوالثفنات

فأين الأولى؟ شطت بهم غربة النوى.......أفانين في الأفاق مفترقات

تجاوبن بالإرنان والزفرات...................نوائح عجم اللفظ والنطقات

يخبرن بالأنفاس عن سرأنفس...............أسارى هوى ماض وآخرآت

.............ألخ وهي طويلة بعض الشئ.


لكن في العرف العام، البكاء صفة ذميمة، يعافها الرجل، ليسبغها على المرأة والطفل الصغير.

لكن الطفل يبكي وهوبرئ، فيعبرعن براءته بالبكاء، ليجلب إنتباه الآخرين ببكائه.

فإذن هي خصلة أودعها الله في النفس البشرية.

وتحدثنا كتب السيرة بإن نبينا العظيم(ص) بكى لإستشهاد عمه حمزة، كمابكى لفقد ولده إبراهيم.

وبكى لسبطه الإمام الحسين(ع)، وهو طفل رضيع، حين أعلمه جبرائيل بمقتله في كربلاء.

نعم من يبكي معبراعن حزنه وأساه، يكون قد أفرغ ما يجيش ويعتلج بصدره من لوعة وحرقة على أمرما.

فهي نعمة من نعم الله، يلجأ لها الإنسان ليريح نفسه بالبكاء.

مسك الختام:

وفي ختام الموضوع، نود أن نشير إلى نعمتين ليس فيهما خجل، بل فيهما فضل.

وفضل أكبرمن كل كبير، أنعم الله بهما على عبده.

لكن العبد يجهل هاتين النعمتين.

والتين فيهما كل السعادة ورغد العيش، وهما من عبرعنهما الحديث الشريف:

نعمتان مجهولتنا، الصحة والإمان.

وآخر دعوانا أن ألحمد لله رب العالمين.