عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2013, 04:49 PM
المشاركة 3
السيد مهدي الحسيني
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي الإستعداد للهروب:

الإستعداد للهروب:

ظاهرة الهروب عند الكائن الحي، إنسانا كان أم حيوانا، قد ترتبط بالخوف من عواقب المجهول.

وقد تكون إسلوبا يمارسه الشجاع لغاية ظرفية.

فإن إرتبطت بالخوف من عواقب المجهول. عدت من نواقص الشجاعة!!!

لذلك يعرف الناس الشجاعة، بركوب الصعاب، وإقتحام أهوال العذاب.

بقلب جامد قوي الوشائج، وتصميم صامد غيرمبالي بالنتائج.

لذلك عد المغامرشجاعا، لأنه لايبالي بما سيلاقي. فهودائم التحدي للصعاب، وتحمل أنواع العذاب.

بل قديصل تحديه حتى للموت، والذي مابعده فوت.

في فن الدفاع الأعزل، مثل الكراتية والجودو والتيكواندو.....الخ .

يشرح مدربواهذا الفن العراكي، الذي يتعلمه الإنسان للدفاع عن نفسه.

بإن أحسن وسيلة للدفاع عن النفس هي الهروب.

فما دامت رياضات فن الدفاع الأعزل عن النفس، تعني الدفاع عن النفس،.

لذلك أصبحت أحسن وسيلة للدفاع عن النفس، هي الهروب من الخطر المحدق.

إذن ظاهرة الإستعداد للهروب إن كانت فطرية لاإرادية، كمن تنسحب يده لاإراديا من لمس الحار.

أومقصودة كالإبتعاد عن مسارسيارة مسرعة قادمة بإتجاه الهارب.

تعد من النعم الإلهية التي أودعها الله في نفس الكائن الحي.

فالهروب ظاهره خجل، لكن جوهره جعل من الله لحفظ النفس والحفاظ على الحياة والسلام.

الموضوع ليس فيه نصيحة للخنوع والإستسلام بدواعي الهروب من فكرة التحدي.

وليس هناك مجال لتبريرالجبن ومدح الجبان.

نحن أمام ظاهرة قد تنتاب الكائن الحي في كل وقت وساعة، ونحن نحلل الموقف الذي يستعد فيه الكائن الحي للهروب.

والتهورفي التصرف لايعني شجاعة.

فحتى الصبرعلى الضيم، وفي الملمات عد من الشجاعة.

لذلك قال فيلسوف الشعراء الشاعرالمتنبي:

الرأي قبل شجاعة الشجعان..........هوأول وهي المحل الثاني

يحدثنا التاريخ الإسلامي، عن قائد عربي أسموه أعداءه صقرقريش، وهوعبدالرحمن الداخل.

حين هرب من العباسيين بعد إنهيارالدولة الأموية في دمشق، ليلتحق بالأندلس.

ويؤسس الدولة الأموية هناك.

شخص واحد يهرب من جيش من الأعداء، ليؤسس إمبراطورية إسلامية في أوربا.

ويمد نفوذه إلى شمال أفريقيا.

وإلى نعمة أخرى من نعم الباري عزوجل.