الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
12-09-2013, 11:26 AM
المشاركة
1066
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 40 "سلطانه" لكاتبها
غالب هلسا
-
الاردن
.
- في اعتقادنا أن كتابة غالب, الروائية منها والقصصية
وكذلك الفكرية والسياسية, كانت سعيا
لكشف حقائق وإعادة بناء عالم انهار
,
وتصوير
عالم ينهض في مكانه
.
-
هذا ما يجعل
روايته تجمع ملامح من السيرة
, فالسيرة عند أندريه
موروا هي
<<
البحث الشجاع عن الحقيقة
.
-
كتب غالب كثيرا عن الأردن, عن
مجتمع
القرية والمدينة وتفاصيله
, وقدم قراءته للمكان بعناصره وتفاصيله وجمالياته.
-
نجد في
حوار معه قوله
<<
قبل فوكنر كنت أحتار كيف أصيغ من الحياة البطيئة والرتيبة في
القرية فعلا دراميا , فوكنر جعلني
أرى الأحداث ليس كما وقعت, ولكن عبر تحولاتها في
المجتمع.
-
فيما بعد سيروي غالب كيف كتب
<<
وديع والقديسة ميلادة
وآخرون
>>,
قبل أن يقرأ فوكنر, ثم كيف كتب
<<
زنوج وبدو وفلاحون
>>
بتأثير من فوكنر. ففي الفصل المخصص للكاتب الأمريكي المعروف, يتحدث غالب عن كونه
ولد ونشأ في مجتمع يتحول من البداوة إلى الزراعة, ومن الزراعة إلى التجارة. ويعود
ويتذكر ذلك الطالب الجامعي وشكواه, وأن رأيه كان من رأي الشاب, إلى أن قرأ فوكنر
,
فصار الواقع اليومي في خانة الاحتمالات, وبات يكتسب حيوية مدهشة, وتنوعا لا حد له
.
-
ويقول "فجأة
<<
امتلأ البشر حولي بإمكانات لانهائية
>>.
فثمة في الأردن, كما في
غيره من دول العالم, ما يستحق الكتابة, وهذا ما فعله غالب في رواياته, بعد سنوات
,
وكما لم يفعله سواه
.
-
يشير غالب إلى نقطة هي غاية في الأهمية,
حول وجوده في
المدرسة الداخلية
, ببنيته الجسمانية الضئيلة, وكثافة الطلبة الكبار التي كان يستحيل
اختراقها, فاختار من بينها نماذج لرواياته وقصصه.
-
ثم يتذكر أنه كان يكتب مواضيع
الإنشاء لعشرة طلبة, على الأقل, لإرضائهم, ولكنهم ظلوا يحتقروه لأنه- كما يقول
- <<
لم أكن أصلح لشيء إلا لهذه الأمور (يقصد الكتابة) التي لا تجعل من الإنسان
رجلا
>>.
وفي هذا توضيح لنظرة كانت سائدة حول مفهوم
<<
الرجولة
>>,
ونظرة إلى انعدام أهمية الكتابة لدى المجتمع
.
-
بالمقاييس نفسها التي حاكم بها غالب
بطولة
<<
بوبي
>>,
يمكن القول إن البطل هنا أكثر
من حالة واقعية
, فهو
تجسيد لواقع وتقاليد معروفة في العشائر البدوية الأردنية, وربما العربية, لكنه هنا
ليجسد حالة ذهنية, وليكشف زيف هذه التقاليد حين يجعل أهل البطل يحاولون بكل ما
يمكنهم من الحيل أن لا يخضع ابنهم للاختبار.
-
ويستكمل غالب
الغوص في هذه الثقافة من زاوية أخرى
, فيقدم في قصة
<<
وديع والقديسة ميلادة وآخرون
>>
نماذج للتخلف والخرافات التي تعشش في
مجتمع الريف والبداوة.
-
في الطريق يبرز لنا الراوي مفارقات
غريبة من أجواء القرية, ثم ينقلنا,
بسرد ساخر وتفصيلي
, إلى البلدة المجاورة, حيث
على أهل القرية انتظار الحافلة التي ستنقلهم إلى عمان.
-
ورغم أن الراوي يعرض ما يبدو لنا وقائع, بدءا من
صراع رهبان الكاثوليك والأرثوذكس ورعاياهما, والصراع بين هذين الجناحين وبين
البروتستانت, مرورا بالوعي البسيط, ولكن الخبيث والماكر للقرويين, فإن الصراع يدور
حول هذا الوعي وما ينتج عنه.
-
ثمة
صراع آخر في هذه القصة الطويلة (أو
الرواية القصيرة, كما يسميها غالب), هو الصراع بين القروي والمديني
. وهنا نسترجع ما
قاله غالب حول أثر فوكنر في كتاباته حيث يقول عن شعوره تجاه أهل المدينة
<<
مارست انتقامي- انتقاما لخيبة أملي- من عم ان, إذ بدا أهلها ضيقي الأفق
,
مفجوعين بأحلام لا تتحقق
-
هذه الخيبة يعلن عنها في سلطانة أيضا ) فحين
يذهب أهل القرية إلى المدينة, بما فيهم الطفل وديع وأمه, ينزلون عند الأستاذ إلياس
-
الشقيق الأكبر لوديع- الذي يتعامل معهم بازدراء, كما لو كانوا من الهمج. من هنا
تأتي خيبة أمل وديع
.
رد مع الإقتباس