الموضوع
:
رجل بالفطــرة... خبـرة وعبـرة ... قصة حقيقية
عرض مشاركة واحدة
12-08-2013, 01:27 AM
المشاركة
4
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
تاريخ الإنضمام :
Oct 2013
رقم العضوية :
12445
المشاركات:
267
رجل بالفطــرة
...
خبـرة وعبـرة ...
قصة حقيقية
قصة مسلسلة قصيرة
الحلقة ال
ثانية
بينما كان أحمد مستظلا بشجرة وارفة يراقب القطيع، إذ يسمع نداء والده قادما من بعيد...
فأخبره أنه سيرسله إلى مسجد القرية المجاورة لتعلم القرآن..
سر أحمد بالخبر سرورا..
وبعد أيام كان موعده مع عالم جديد، لا يعرف عنه سوى أحلام صاغها في خياله وحياة جديدة بعيدا عن رائحة البهائم و جوع البطن وحفاء القدمين..
وصل مع والده إلى مسجد صغير على حمار أشهب..
وبعد لحظات تركه والده ورحل، جلس بين رفقائه الجدد غريبا حائرا يقارن بين تصوره والواقع الماثل أمامه، وعينيه معلقتين بالمعلم ذو العصا الطويلة، التي تطرق رأس كل من أحدث خطأ
في القرآن.
رفع رأسه فإذا بالسقف أسود يصبغه جيش عرمرم من الذباب. فعرف أنه لا مجال للدلال هنا..
مرت الأيام وقد بدأ يتعايش مع الحياة الجديدة، جوع أكثر مما عرف، عنف أكثر مما اكتشف، برد جبلي منه الدفء انصرف..
لا يرى أهله إلا مرة في الشهر، واليوم الرائع هو يوم الجمعة، حيث يأتيهم الطعام من أهل القرية، كسكس بسميد شعير مرفق بلبن رائب ( قريب مما يسمى في الشام: المفتول).
مرت سنتين، حفظ أحمد خلالها القرآن كاملا وألفية بن مالك.
فعاد إلى أهله، وبدأ يساعد في الأرض وحرثها، وتسلق الأشجار وقطف ثمارها.
مرت أربع سنوات، نضج فيها أحمد أكثر، فأصبح يفكر جديا في مغادرة هذا العالم الصغير إلى العاصمة، تاقت نفسه إلى هناك لما يسمع من أبناء القرية القاطنين بها، وحكاياتهم عنها خلال زيارتهم السنوية في عيد الأضحى..
اتفق مع صديق الطفولة، وقرروا الهرب إلى العاصمة..
لا مال ولا ملابس والمغامرة مغرية والطريق غامضة..
لكن القرار صدر، وتحدي الظروف حضر، انطلق الصديقان وأطلقا لرجليهما العنان بعد صلاة الفجر.
ثلاثة أيام تنقلا فيها بين وسائل المواصلات المختلفة، وبين جوع وقطف أوراق الشجر هذا يرق لحالهما وهذا يتجاهلهما وهذا يتوجس خيفة منهما..
وصلا أخيرا إلى العاصمة، وبدأت حياة جديدة من نوع مختلف تماما,
يتبع بعون الله
بقلم: نزهة الفلاح
رد مع الإقتباس