الموضوع: ظل رجل
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
7

المشاهدات
2279
 
عبدالله الطليان
من آل منابر ثقافية

عبدالله الطليان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
31

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Nov 2013

الاقامة

رقم العضوية
12509
12-07-2013, 05:58 PM
المشاركة 1
12-07-2013, 05:58 PM
المشاركة 1
افتراضي ظل رجل
مزق القدر أوراق أحلامها التي رسمتها بعفوية وبراءة , كانت تسقيها بآمال مشرقه , تبحر بها نحو خيال ثمل يتيه بها في حديقة السعادة , ولكن الجدب أصابها و راح يغزوها بقوة وقسوة يحطم أحلامها وينتصر عليها بالحقيقة .
الجسد الذي يملك رموز الذكورة والشباب الطاغي ممتلئ بالفتوة والحيوية والحماس , تحول إلى تمثال من للحم وأصبح أسير المكان يهجم الذباب عليه ويحوم حوله بلا انقطاع تسارع الى هشها عن وجهه وتعدل من هندامه , فتغرق أحيانا في كمد وترح وتفيض عيناها بالدمع وتنخرط في بكاء بلوعة حارقه .
ارتبطت مع هذا الجسد في عش الزوجية منذ ثلاث سنوات كانت السنة الأولى تعج بصخب الفرح المثير الذي كان مثار ثرثرة للقريب والبعيد لأنه أعطي نكهة العظمة والفخر ولكن أن هذا تحول الى سراب عندما أعلن الطبيب المعالج عن النبأ الذي صعقها , وتتذكر إنها لم تستطع أن تملك نفسها فسقطت مغشيا عليها في المستشفى , أن زوجك سيدتي مصاب بشلل كامل لقد تعرض لكسور عدة في جسده بعد هذا الحادث .
ــ استفاقت وهي تهذي أرجوك هل من علاج ؟
ــ أسف سيدتي لقد دخل حديد السيارة إلى حبله ألشوكي وأتلفه .
جاهدت نفسها مع الوقت في التفاني في خدمته لكي تنغمس في النسيان , تغرف بين فترة وأخرى من ذاكرتها الصورة الجميلة التي عاشتها في بداية زواجهما تلاحق التفاصيل بدقة في شوق وشغف فتجد نفسها وقد تحررت من وطأة الألم الذي يترسب في أحشائها , فتلتفت إليه وهي هائمة بفكرها , وتسأله أتذكر تلك الهدية التي أحضرتها لي بعد خطبتنا ؟ لتجد أنها تخاطب نفسها بالقرب منه وان صوتها هو الذي يملا المكان , راح الزمن يجرفها , وهجم الخريف على جسدها وبدأت تتساقط معالم نضارته , و هي خلف قضبان القدر.