الموضوع
:
نافذة على التربية
عرض مشاركة واحدة
12-04-2013, 11:39 PM
المشاركة
17
ياسر علي
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 3
تاريخ الإنضمام :
Dec 2012
رقم العضوية :
11770
المشاركات:
1,595
7 التحليل النفسي وجماعة القسم
إن الانفعالات والعواطف والأهواء تعود إلى عوامل لاشعورية تتمثل في الدوافع الغريزية ، هكذا تؤسس مدرسة التحليل النفسي قواعدها عكس المدارس التي تحاول حصر العمليلت النفسية في الشعور .
وفي إطار تصوره للجهاز النفسي توصل فرويد إلى وجود منطقة نفسية سماها " الهو" إلى جانب منطقتي " الأنا " و "الأنا الأعلى" . واعتبر الهو مكمن جميع الدوافع الغريزية ، فالهو يشمل كل يحمله الإنسان منذ الولادة ، و كل ما هو متعين في طبيعته ، أي في المقام الأول الدوافع الغريزية التي هي أول نمط من أنماط التعبير النفسي . من هذا المنطلق لا يمكن التغاضي عن اللاشعور.
اللاشعور
يتضمن قوى ذات طابع لا عقلي ، غير خاضعة لمنطق الواقع الخارجي ، وتسعى جاهدة للانفلات و الإشباع . و تشكل هذه القوى كتلة غير متمايزة في بدائيتها ، ويمكن تصورها على أنها طاقة كامنة لا ترتبط بموضوع معين ارتباطا نهائيا ، وتتخذ بعد ذلك أشكالا متمايزة تؤدي إلى أفعال جد مختلفة . تخضع جميع قوى اللاشعور لمبدأ اللذة ، إذ أن هدفها إشباع الميول و الحاجات التي تمثلها . تتواجد قوى اللاشعور في استقلال عن بعضها ، و إذا كانت تهدف إلى نفس الهدف فإنها لا تتصارع بل يحصل بينها تواطؤ ، القصد منه اشباع الغرائز المتعارضة قدر الإمكان .
مكونات اللاشعور
يتكون اللاشعور من عنصرين أساسيين : الأول يشمل ما يلي :
الغرائز و الدوافع
: الدافع الغريزي أصله داخلي إي أنه صادر عن مثيرات داخل البدن ، إنه قوة مستمرة لا تتوقف ولا يمكن التخلص منه بأعمال هروبية .
الحاجات
: تتكون الحاجات انطلاقا من الغرائز و قد تكون نفس الغريزة مصدرا لحاجات مختلفة ، ويتوجب تلبيتها لكي لا تكون العضوية معرضة لاضطرابات خطيرة .
الأفكار
: وهي تشكيلات دينامية تمثل الحاجات والغرائز و قد تكون منطلقا لفعل ما .
أما العنصر الثاني المكون للاشعور فيتمثل في الدوافع المضادة ، وهي كل القوى التي تتكون تدريجيا خلال سيرورة الحياة و يتمثل الفرد هذه الدوافع خلال مرحلة الطفولة خاصة ، بفعل قواعد التربية و ضوابطها انطلاقا من تفاعله مع الوسط ، وتصبح بذلك قوى لاشعورية تتحكم في سلوك الفرد و ردود فعله الوجدانية ، و واضح أن الدوافع المضادة تمثل
الأنا الأعلى
التحليل النفسي و جماعة القسم
يتأسس تحليل فويد لوجدان الجماعة على مفهوم
الليبدو
مسلما أن علاقات حبية " روابط وجدانية" تشكل ايضا مكنون الجماعة . واعتبر أن تماسك الجماعة لا يقوم على وحدة المصالح الفردية بقدرما ينبني على قوة
الأيروس
، ومن ثم فماهية الجمع إنما تكمن في الروابط الليبدوية التي تخترقه من أقصاه إلى أقصاه . ويعتبر فرويد الآخر يلعب على الدوام في حياة الفرد دور النموذج أو الشريك أو الخصم .
يعرف فرويد
التوحد
بكونه التظاهرة الأولى لتعلق وجداني بشخص آخر ، و الشكل الأكثر بدائية للتعلق الوجداني بموضوع ما ، ويحدث كلما اكتشف شخص سمة مشتركة بينه وبين الآخر ، وكلما تعددت الصفات المشتركة كان
التماهي
أكمل . هكذا يمكن مثلا أن يتوحد المتعلم مع المعلم كلما أحس أن بينهما صفات مشتركة ، ويمكن للمدرس أن يدعم نتيجة لذلك طموح التلميذ و يرفع من مستواه .
على أساس هذا المعنى للتوحد حاول كل من ريدل و بيون تحليل العلاقات الوجدانية داخل جماعة القسم سواء بين المدرس والتلاميذ أو بين التلاميذ أنفسهم .
نمطية ريدل
أسس ريدل بحوثه على فكرة الشخص المركزي الذي يكون محور الجماعة ، إذ تتحدد هويتها من خلاله و يستقطب الإسقاطات الوجدانية لأفرادها ، ويؤثر على تماسكها ، وداخل الفصل " القسم" يكون الشخص المركزي إما المدرس ، أو أحد التلاميذ . و يحدد ريدل عدة أنماط للشخص المركزي داخل جماعة الفصل :
العامل الأبوي
: يجسد نمطا من المدرسين بملامح صارمة ، لكنه طيب وعادل ، فالتلاميذ يحترمونه و يشعرون بالأمان معه . و إن كانوا يتصرفون وفقا لرغباته فإنهم لا يريدون التشبه به ، و يكون التلاميذ جماعة من خلال تمثلهم للأنا الأعلى للشخص المركزي داخل وعيهم الخاص .
القائد
هو مدرس يثير إعجاب التلاميذ لأنه شبيه بهم و يمتلك مهارات تقنية كبيرة ، لذى يتقمصون شخصيته على مستوى مثال الأنا "القدوة" الذي يكونونه و يتمنون أن يصبحوا مثله .
المستبد
ك مدرس يهتم بالإنضباط و النظام و النظام و يسعى إلى تحقيقه بطرق و وسائل شتى داخل القسم . وهو يستغل التلاميذ لإشباع ميولاته السادية ، لكن دون أن يثير فيهم التمرد ، و بسلوكاته و تأثيراتها تقل الصحبة والصداقة بين المتعلمين و يتملكهم الشك ، وبسبب الخوف يتقمصون على مستوى أنهاهم الأعلى للمسبد . وهذه ما يعرفه المحللون بالتوحد مع المعتدي .
موضوع الحب
: هو المدرس الذي تغرم به التلميذات ، ويتصرفن نتيجة لذلك كجماعة ، ويكون المدرس هو بالفعل الشخص المركزي داخل الجماعة ، إلا أنه ليس قائدا ، فالتلميذات لا يتوحدن به و لا يتقمصن معاييره .
موضوع العدوانية
إنه مدرس مرن في في سيادته ، و أقل ميلا إلى الهيمنة مقارنة مع المستبد ، فالتلاميذ لا يميلون إليه ولكنهم يتحكمون في عدوانيتهم حتى يتحاشوا العقويات ، وتكون العلاقات بينهم علاقات صحبة و زمالة قوية .
المنظم
هو تلميذ يتيح للآخرين إشباع رغباتهم المكبوثة ، فمثلا يهيء لهم فرص الغش فيجعلهم لا يحسون بالذنب ، إذ أن الخطأ لم يعد خطأهم و يكون شخصا مركزيا من منطلق المشاركة الجماعية في تحقيق اللذة .
الفاتن
: هو تلميذ يثير عدوى وجدانية عند التلاميذ و يدفعم إلى القيام بفعل بدون إرادتهم بمجرد إقدامه على ذلك الفعل ، وهنا يدعم الشخص المركزي الأنا عند التلاميذ .
البطل
: و هو التلميذ الذي يتمرد ، ضد سادية أو لا عدالة ، فالتوحد ضد المعتدي الذي كان بالنسبة للتلاميذ وسيلة دفاعية ضد الرغبة في التمرد ، تتحول إلى توحد مع البطل فيدعم هذا الأخير الأنا و يسمح بتكون الجماعة .
ذو التأثير السيء
وهو التلميذ الذي يتهم بدون مبرر واضح بصفة مستمرة ، فؤثر في التلاميذ دون أن يقصد ذلك ، و إذا كان قريب الشبه بالفاتن فهو يختلف عنه بكونه لا يبدأ الفعل قبل الآخرين .
نمطية بيون
يعتقد بيون أن داخل جماعة يوجد مستويان :
مستوى المهمة
: و يقابل مستوى الوعي لدى الفرد ، فأفراد الجماعة يتعاونون من أجل إنجاز عمل ما ، وفق قواعد توزيع الأدوار فيما بينهم .
مستوى تكافؤ القوى
: له علاقة بالمجال الوجداني الذي يرافق الأعمال الواعية لأفراد الجماعة و يحددها ، والذي قد يعيق إنجاز المهمة أو يسهلها .
و تنتظم التفاعلات الوجدانية داخل الجماعة انطلاقا مما يدعوه بيون
فرضيات قاعدية
و تشكل أطرا تنظم فعليا سلوك الجماعة و هي :
التبعية
: تهيمن علاقات التبعية بين أفراد الجماعة ، فيتصرف أعضاؤها كما لو أنهم يريدون الاحتماء بالقائد ، الذي يجدون فيه غذاءهم الفكري و الوجداني ، ويمكن للقائد أن يستجيب لرغبة الجماعة في الاحتماء به فيخلق جوا عابرا من الأمان ، أو لا يستجيب فيكون هدفا لهجوم أفرادها .
التقارب " التزاوج"
: جماعة يسودها الأمل ، و يتجسد هذا الإحساس من خلال روابط التعاطف الوجداني التي تتكون بين عنصرين من أفرادها ، ويعتبر باقي الأفراد هذا التقارب تجسيدا لأمل إيجاد الحلول لجميع مشكلات الجماعة .
الهجوم ـ الهروب
يتصرف أفراد الجماعة كما لو أن الهدف من اجتماعهم هو مقاومة خطر داهم ، أو مهاجمة شخص ، أو الهروب منه ، فيهملون إنجاز مهامهم ، وفي هذه الحالة وحده الزعيم الذي يكون قادرا على تهييء فرص الهروب والاعتداء يكون مقبولا من قبل أفراد الجماعة .
مرجع هذا العنوان هو : القيم والمواقف ، سلسلة علوم التربية العدد الثامن .