عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-2013, 04:26 AM
المشاركة 14
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
تلميذة قلب أستاذها كيانهاقصة حقيقية ومميزة

سلسلة قصصية قصيرة هدية لكل رجل تعليم يصون الأمانة التي يسره الله لها..

الحلقة الثامنة:

خرجت كريمة من مقر سكناهم الجديد، وهي منتعشة بندى الصباح الجميل والضباب لازال مستأنسا بالمكان رغم ضوء النهار الذي يذيب عتمة الليل كل صباح...بسملت وأكلت تمرة ... وأمسكت السبحة في جيبها وشرعت في الاستغفار والاستمتاع بالتناغم مع روعة الكون وجماله...

التقت بصديقتها المقربة حليمة في مفترق الطريق، وهي رفيقتها في الطريق الطويل اليومي إلى المدرسة... تراجعان معا مادة الفيزياء ومحور حركة الأشياء من حولنا و القوى المطبقة بين الأجسام ..

دخلت الصف بعد ضحك ومرح مع زميلاتها والسعادة تشع نورا من وجهها وأمسكت ورقة الامتحان.. وهي لا تشعر بالخوف كعادتها، ولا بالقلق والارتباك...

أمسكت الورقة بين يديها... ودعت الله بتسهيل الأمور...

قرأت كل الامتحان... كل شيء واضح يسير وسلس..

لكن هناك سؤال استشكل عليها وإن أجابت عليه فازت بنصف العلامة...

طافت بعينيها في الصف فإذا البعض منهمك، والبعض محتار يتساءل ... والأساتذة منهم من يجول في الصف ومنهم من هو جالس يراقب عن بعد...

بسملت ثم حلت كل الأسئلة الأخرى وفوضت أمرها إلى الله ... بقي من الوقت ساعة... شرعت في الاستغفار بيقين أن الله سينير بصيرتها...

وما إن مضت دقائق وهي تقرأ السؤال وتعيده وتستغفر وتحاول استحضار الدرس المتعلق به...

وفجأة فتح القفل وبرقت في قلبها الفكرة فتفاعل الدماغ وأمطر الجواب وجاء الخير مقبلا بفضل الله...

ففرحت لذلك وانشرحت وتأكدت أن الاستغفار هو الطريق نحو السعادة...

أنهت كل شيء وحمدت الله وخرجت من الصف وهي في قمة السعادة بالإنجاز العظيم بالنسبة لها... على ضعفها النسبي في هذه المادة...فقد كان في السؤال فخ صعب اكتشافه...

مرت الثلاثة أيام بشكل رائع ومن فتح إلى فتح ...

وجاءت أجازة ما بعد الامتحانات...

بدأت تلمس فعليا سهولة في التركيز، نور بصيرة عجيب، إعجاب بالشمس والهواء والطير...تتعامل مع الكون كطفل صغير نقي القلب بريء المشاعر...

والأهم أصبحت تحب التواجد في بيتهم بعدما كانت لا تطيق العودة إليه ...

مرت الأيام فنجحت في الدورة الأولى بتفوق وكانت الوحيدة التي حصلت على نقطة جيدة وفوق المتوسط بكثير في مادة الفيزياء... مما أدهش الأساتذة وصارت حديث الثانوية لفترة طويلة...

لم تخش عينا ولا حسد فكيف تخش شيئا وهي مع الله الواحد الأحد...

فهم الأستاذ محمد أن تلميذته ذاقت فلزمت، ففرح كثيرا لهذا... وفي يوم من أيام بدايات الصيف المشرقة والجو جميل والسماء زرقاء صافية فوجئت به أمامها وهي خارجة من صف مادة الإنجليزية .... وفي جعبته كثير كلام...

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح