عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-2013, 04:24 AM
المشاركة 13
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
تلميذة قلب أستاذها كيانهاقصة حقيقية ومميزة

سلسلة قصصية قصيرة هدية لكل رجل تعليم يصون الأمانة التي يسره الله لها..

الحلقة السابعة:

بينما كانت كريمة تغسل الأواني وتكرر: اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك... إذ طرق الباب طارق...فوضعت حجابها بسرعة وفتحت الباب...

فإذا به صديق أبيها يسأل عنه، فأخبرته أنه في العمل ولم يأت بعد...

فأوصاها أن تخبره بأنه يود رؤيته الليلة لأمر هام .. ثم انصرف ...

عادت إلى المطبخ مستثمرة وقتها بطلب المغفرة من الله، وقلبها يرقص فرحا بالتحسن الملحوظ في حياتها، منذ ظهر في حياتها أستاذها الرائع..

بعد ساعة كان الجميع بالبيت، فوضعت الغداء مع والدتها، دون عناد مع أخواتها كالعادة...

والتفوا حول طبق الخضر والخبز المبلول بمرق عدس وحلبة وطماطم...

تأفف الابن الأكبر من شوقه للحم، وشاطره أخوه نفس الرأي، فقال والدهم: احمدوا الله فغيرنا يبيت وهو يتضور جوعا ...

وشرع يحكي لهم عن أيام الجوع في البلد في بداية القرن العشرين والجفاف والقحط، وأن رجلا قتل أخته لأجل قطعة خبز وأن الشبع الحالي أصاب الناس بنسيان النعمة والتطلع لما في يد غيرها ...

ورغم ضيق المكان إلا أن كريمة بدأت تشعر بدفء غريب يتخلل مشاعرها تجاه أسرتها، بدأت نظرتها للنعم تتغير...

جن الليل وأسدل ستاره على البيت الفقير في أقصى الدرب... والأصوات تتعالى فهذا يود النوم وهذا يود الحديث وهذا كره الضجيج فخرج مع رفاقه .... والأم في المطبخ تحضر العشاء ...

وصل الوالد أخيرا... ومعه خبر جميل..

لقد عرف صديق له منذ الصغر بأزمته، وكان الأب قد أعطاه مبلغا في بداية الستينات للذهاب إلى فرنسا للعمل، ومضت أكثر من ثلاثين سنة ووقع الأب في أزمة مالية أفقدته كل ثروته، وخرج من الغنى إلى الفقر...فأكرمه الله بتفريج كربه وقد كان سببا في رزق لأسرة بأكملها...

فلما سمع بالخبر من صديق آخر، أرسل له ألف دولار ...

وأخبر الجميع على مائدة العشاء بعد ما فرحوا بالخبر الجميل، أن ثمن الإيجار قد دفع بالكامل ... وقرر أن يبحث عن بيت آخر للإيجار أوسع وليس فيه رطوبة مثل هذا، بما تبقى من المال ...

مرت أجواء الفرحة على خير ومرت أيام فانتقلوا إلى بيت أكثر اتساعا بإيجار أعلى قليلا ...

جلست كريمة تراجع دروسها، ففي الغد تبدأ الامتحانات... وهي فرحة بفضل الله ورزقه وملازمة لوصية الأستاذ محمد...

صلت الفجر وبدأت المراجعة من جديد، ولم تكن تعلم أنه يوم من نوع خاص ستكتشف روائعا لم تلمسها من قبل ..

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح