عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-2010, 06:15 AM
المشاركة 10
علي بن حسن الزهراني
أديب وإعلامي سعودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
دكتور محمد..
اسمح لي أن أتحدث بكل واقعية، وبعيدا عن تنميق الكلام وزخرفته، أو تركيب الجمل على طريقة:"احمدوا ربكم"!..بكل ذلك الذي ذكرته سأتحدث عن:
1- ضعف الرواتب مقارنة بما يحصل عليه "المتأمرك" و"المتبرطن" و"المتفرنس"، وغيرهم من الجنسيات الغربية، فما يحصل عليه أبناء الوطن، لا يعادل ربع، أو نصف ما يحصل عليه أولئك..
2- كم عدد المواطنين الذين يملكون منازل تأويهم وتأوي أطفالهم؟! وهل ينتظر الموظف أن يصل راتبه 15 ألف ريال حتى يعطى قرضا عقاريا يشتري به شقة مكونة من 3 غرف وصالة بمليون ريال على عشرين عاما؟! وكم مواطن سيصل راتبه هذا المبلغ، أو حتى نصفه وربعه؟!
إذن: عدم الاستقرار النفساني في الوظيفة أدى إلى قصور كبير من الموظف، وبالتالي إهماله واجبه التربوي، وإهمال الطلاب أنفسهم، ولك أن تتخيل معي أننا في التعليم - مثلا - وهو محور النقاش، لا يوجد لنا مستشفيات مثل بقية القطاعات، وجزء كبير من هذا الراتب "المحسودين عليه!" ربما ذهب للمستشفيات الخاصة !
وكذلك لا نتمتع أو نتميز بأي خصومات تستحق الذكر من الأماكن التي تسجل تحت "بطاقة المعلم"، بل بعض تلك الأماكن كالمستشفيات الخاصة والفنادق تتنصل ولا تعترف بتلك البطاقة، والتي حسنتها الوحيدة عند محال تأجير السيارات فقط !
أيضا لا توجد لنا أندية رياضية ترفيهية على غرار القطاعات الأخرى..
أما المناهج فحدث ولا حرج، حيث إن الأموال التي وضعت من الدولة - رعاها الله - لتطوير التعليم والمناهج، لا نعلم أين ذهبت: هل ذهبت في انتدابات، أم في إقامة المؤتمرات واللقاءات التربوية التافهة؟! فالمناهج هي نفسها منذ أعوام خلت، وعدد المقررات التي يدرسها طالب الصف الأول ثانوي لا تحملها الجبال ! والهدف - فقط - هو إشغال المعلم وملء وقت فراغه بتعاميم فارغة، ومناشط لا فائدة منها، وتكلفه بأربع وعشرين حصة في الأسبوع، مع الإشراف، والتحضير الورقي الذي أقدمه لمديري فقط، ولست مقتنعا به، ولماذا وضع؟!
أما الطالب، وهو الذي نعمل من أجله، فلم تعد لديه قابلية التعلم، وقابلية النقاش والمحاورة المفيدة، فجل طلابنا يأتون إلى المدرسة ليناموا فوق الطاولات، وذلك أيضا لأن البيوت "ملغمة" بقنابل لم تسخر بالشكل المطلوب؛ كالإنترنت المفتوح، وأجهزة الكمبيوتر، وألعاب البلايستيشن، وأخيرا أجهزت البلاك بيري التي تتوافر بها خدمة مباشرة للتواصل في أي مكان، وليس بعد ذلك كله القنوات الفضائية التي يصل عددها أكثر من تسعمئة قناة، منها الصالح وأكثرها دون ذلك..فبالله عليكم متى ينام الطالب؟! بالطبع: في المدرسة !!
أعتذر عن الإطالة، ولكن أرجو من الغيورين على التربية والتعليم أن يترجموا حلم الملك عبدالله - حفظه الله - إلى واقع، وذلك بالعمل الحقيقي بعيدا عن التنظير وتبسيط الأمور، فالتعليم في انحدار يا أهل العقول..
ولدي إحصاءات عن هجرة الأدمغة في مصر وبعض الدول العربية سأوافيكم بها - بإذن الله - والسبب عدم التقدير المادي والمعنوي لها..ولن أصدمكم إن قلت بأن مئة ألف عقل مهاجر من مصر وحدها يحدث سنويا !!
تقديري.
أبو أسامة

زحمة وجوه وعابرين!