عرض مشاركة واحدة
قديم 11-26-2013, 03:41 AM
المشاركة 26
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...

الحلقة الرابعة عشرة

بدأت سلمى أول يوم عمل لها.... واهتز قلب جمال سعادة بنجاح خطته... وظن أنها جاءت لأجله وأنها بدأت تحبه...

مر الصباح سلسا... وسلمى بين عمل ومراجعة لبعض المواد.. ولكن عين قلبها كانت هناك في الدكان القريب... تتوقع دخول جمال في أي لحظة... وكلما جاء أحدهم رفعت رأسها وقلبها قد اهتز فرحا ووجلا في آن واحد...

مر نصف اليوم... ولا ظهور لجمال ...

انفعلت لعدم رؤيتها له اليوم... وهي تتساءل، لو كان فعلا يحبني لجاء بأي حجة فقط ليراني...

أما جمال فكان يصبر ( على الرز ليستوي كما يقول المصريين )ويبتعد قليلا ليتعلق قلبها بحق...

أذن الظهر فأقفلت المحل للذهاب للغذاء... وحملت أوراقا من مادة الكيمياء الحيوية لنسخها بدون داع، فقط حجة لرصد ردة فعل من جمال تبرد نار قلبها...

وصلت إلى الدكان وقد رآها جمال قبل وصولها فاختبأ... ونادى أخاه..

صدمت من عدم تواجده، تلفتت يمنة ويسرة بقلق، وعيناها تنطقان حيرة... راقبها من وراء ستارة تفصل بين البيت والدكان...

نسخت الورق وانصرفت...

فرح لما رأى، وكافأ نفسه بقطعة شوكولاتة ( لحبه الشديد لها )، أكلها بتذوق وهو مستمتع وكأنه أنجز إنجازا عظيما...

أما سلمى فذهبت إلى بيتهم وغصة مرارة الحيرة والقلق من تصرفها، تجعل الدموع تعلن الإضراب على حافة عينيها لتخرج احتجاجا على رضاها بهذا الوضع الغامض، المؤرق، ممرض القلب متعبه...

مرت الأيام وجمال لا يظهر، وهي على نارها... وهو على سعادته بحبها..

مر أسبوع كامل فمر أمام الدكان كأنه ذاهب إلى المسجد، مر وكأن شيئا لم يكن... وكأنها ليست موجودة هناك...

رأته سلمى من الزجاج... اقتحم الشتات أوصالها...

وعند الإياب مر بحجة الاتصال بأحدهم... ففرحت سلمى أيما فرح...

نظر إليها ثانية ليشعل فتيل الحب في قلبها.... ويؤكد جازما أن هناك إعجاب من طرفه أو حب...

فهدأ روعها وارتفعت همتها وتسارعت حركتها ونشاطها...

لكنها حقا فقدت تركيزها في هدفها الذي ولجت لأجله كلية العلوم..

تكاسلت عن الدراسة وسهت عنها.... وتعلقت بنظرة منه خاطفة أو لقاء عابر في الحارة أو في الدكان بحجة ما...

مر شهر كامل... وجاء يوم الامتحان...وقد عادت فرح قبلها بيومين من السفر...

ذهبت سلمى لكلية الصيدلة لاجتياز الامتحان...

لا تركيز يذكر... على غير عادتها...

النظرات تحيطها وتفقدها كل تركيز... حاولت... استفتحت بالدعاء واستجمعت كل تركيزها في يوم يعتبر فاصلا في حياتها...

مرت الأيام... وظهرت النتائج أخيرا... وكانت المفاجأة...

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح