الموضوع
:
حافية على جسر طبرية -رواية
عرض مشاركة واحدة
11-21-2013, 01:49 PM
المشاركة
24
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
تاريخ الإنضمام :
Aug 2009
رقم العضوية :
7565
المشاركات:
238
(12)
جلست
بشئ من الاعتداد يتوجه
ا لغرور وهى ترقب عامر الليثى بفضول وقد جلس قبالتها يتأملها بنفس
الفضول..وهى تشعل سيجارتها وتعابث بدخانها الهواء..تشبه داليا ابنة عمه
ا كثيرا ل
لكن لداليا وجه يوحى بالطمأنينة اما وجه ديان فيحمل بحر من الحزن
حيناً والتشتت حيناً اخر. اثارت تعاطفه وفى نفس الوقت قلقه
.
اخرجه من افكاره دخول والده
فوقف ونظر للرجل الذى احنت السنوات كتفيه نظرة حانية..جلس فى هدوء على
مكتبه وهو يجمع شتات نفسه ..جزع عامر وهو يكتشف ان له نفس النظرة ذاتها
تملكها ديان ..التى ما انفكت تنفث الدخان بوجهه
انتظر حتى انتهت من سيجارتها ..تكلم بهدوء وبصوت قوى عميق النبرات
هل لنا ان نعرف من انت..وكيف تقتحمين منزلنا
بكل هذه الصفاقة
اتسعت عينا ديان والتمعت
بالدمع لوهلة ..فمعلوماتها القليلة عن احمد الليثى الذى يحمل صفة والدها
عبثا انه يكره اليهود وبشدة ..اما عامر فقد انتابته الحيرة الشديدة فى ذلك
التناقض بين
نظرة ابيه المتألمة وبها شئ من الشوق واللهفة وكلماته الحادة
بينما تمالكت ديان نفسها سريعا
..
سيد احمد ..اذا وجدت انى اشكل تهديدا ما او انى اقتحمت منزلك فالحل الامثل .... ومدت يدها بهاتفها الخلوى
الحل الامثل ان تتصل بالشرطة
نظر ليدها الممدودة وهو يعاود نفس سؤاله ..من انت
ضحكت ديان بصفاقة تقابلنا منذ عشرة سنوات ولم تتوقف حتى تسال من أنا
اطمئن سيد احمد فلم اختصر
ثمانى وعشرون عاماً لابحث عن عائلة تعادل الصفر بالنسبة لى
او عن اب لا
يريدنى ولم أتى للمساومة على شيئاً ما
..
فلنقل انه الفضول ونهضت وهى تقول فى استهانة وقد رويت فضولى
ضاقت عينا احمد الليثى وهو يراقب طريقتها المسرحية والقلق البادئ على وجه عامر ابنه
قال وغصة تخترق حلقه وتخنقه
طالما رويت فضولك..فنقل انها
الزيارة الاخيرة وان لم تكن زيارة بالمعنى المفهوم ثم ادار ظهر كرسيه وهو
يقول اقتحام بيوت الناس فى منتصف الليل ليست زيارة ابدا
هتف عامر
بابا وهو ينظر لوجه ديان الممتقع ..لم يكن يتوقع ابدا هذه القسوة ابداً من ابيه..ولم يفهمها
اندفعت ديان تغادر بخطوات
واسعة وقد رأت فى طريقها بندى التى وقفت
وحيدة بعد انصراف الحضور ممتقعه
الوجه فازاحتها بعنف واكملت طريقة
هز عامر كتفيه فى دهشة
بابا ..لماذا فعلت هذا..انت تعرف من هى
!!!
استدار له احمد الليثى ووجه
كله دموع..اخبرتك قبلا عنها لانى خشيت انى تأتى يوما وانا متوفى ..بحثت
عنها سنوات فى كل انحاء امريكا سنوات وسنوات وانا لا ادرى بمصيرها ..حتى
اتت هنا منذ عشر سنوات..لم اصدق يومها عيينى ولكنها
رحلت ..شيئاً منعنى ان
اناديها
..
انسها يا عامر هى لا تكن لنا اى عاطفة
تنهد عامر لا يحق لك الحكم عليها بهذه الطريقة .لا يحق لك
.
هب احمد الليثى محذراً ابنه وقد وقفت ندى باكية على باب المكتب وعامر يسرع فى الخروج اشرح لها لعلها تفهمك افضل منى
جلست ديان على رصيف الفيلا
تبكى ..لم تشعر بالبرد بل ارتجفت من الكراهية التى غلفت كلمات الليثى ..نفس
الكراهية التى جعلته يقلب حياته رأساً على عقب يوماً..حرقتها الدموع كما
حرقتها ندى المبتهجة بالحياة كما حرقتها ويندى
المدللة قبلا والاكثر
ايلاما انها فشلت نعم فشلت..ستعود لارض الوطن ..لشقتها الخاوية فى تل ابيب
..
لصورة خالد العابثة وضحكته الحنون..كم اشتقت اليك يا خالد ..كم اشتقت
اليك
فى غمرة حزنها وجدت يدا تمتد اليها بمنيل ورقى .. ارتعشت فى البداية ولم تكد ترى وجه عامر الليثى حتى دب شيئاً من الامل بداخلها
#####
تاففت بشكل واضح وهى تنظر
لساعة معصمها تنتظر الدخول لمقابلة جنرال حاييم موشيه ..مرت ساعة ونصف وهى
تنتظر..غممت فى سخرية حينما كنت اتيك بالمعلومات لم اكد اجلس من اساسه
موشيه
ا قادتها الظابطة المنوطة بخدمة السكرتارية ..نفث حاييم موفاز السيجار وهو يهتف بطريقة مسرحية
مرحى ليلى العزيزة ..مضى زمن طويل منذ رأيتك
غممت ليلى وهى تجلس فى كرسيها متجاهلة يده
حينما اتيت لك منذ سنوات لتعيين خالد
اومأ براسه متفهما وهو يقول
وكيف خالد الان
حدقت له ليلى وهى تقول بغضب
موشيه انت تعرف بالتأكيد اين خالد وماذا تفعلون به
ضحك حاييم وهو يقول اشتقت لكلمة موشيه منك ليلى الحبيبة
تجاهلت ليلى نظراته الساخرة وهى تقول
خدمت اسرائيل سنوات عمرى ..فهل يكون جزائى الا اعرف حتى مصير ابنى
قاطعها حاييم ليلى صدقينى يا عزيزتى لو عرفت اى شئ عن خالد لاخبرتك على الفور
هتفت بعنف
موشية اسمعنى جيدا..لدينا ابنة
..
ولابنتك سجل اجرامى من الهروب من الجيش والعمل كفتاة ليل وقبلها فضيحة
اغتصاب هزت اركان الكيبوتس..انت مرشح فى انتخابات الليكود القادمة
اتسعت عينى حاييم
وهى تكمل لست مصدرى الوحيد عزيزى موشية
انجابك ابنة من عربية وتركها فى الشارع أمر يضر كثيرا بسمعتك
صفق لها موشيه بيده
وهل لايضرك انت ليلى
قاطعته..انا انتهيت من زمن
اسمها يائيل هركابى واعتقد انك تعرفها جيدا..قليل من المال سيحركها عزيزى
ضحك حاييم ..ماذا ان قتلتها
ضحكت ليلى بدورها قلبى لا يتحرك كأم الا من اجل خالد عزيزى
عقد موشيه حاجبية فى غضب وليلى تكمل:-
لا ابغى سوى قليل من التعاون جنرال حاييم .اود رؤية ابنى وهذا ليس بكثير عليك
رد مع الإقتباس