عرض مشاركة واحدة
قديم 11-19-2013, 05:00 AM
المشاركة 15
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...

الحلقة التاسعة

انطلقت فرح إلى بيتهم في سعادة عارمة، وما إن تجاوزت المسجد بخطوات حتى استوقفها زوج فرح وهو مغتاظ وينظر إليها بغضب..

فقال لها في تكبر: أخت سلمى يبدو أنك لا تعرفيني جيدا...

فقالت له في هدوء: لم؟ هل هناك شيء؟

فقال لها: لالا شيء سوى أنك تتسببين في خراب بيت صديقتك..

سلمى: لم أفعل شيئا يستدعي هذا الكلام... كل مسؤول عن نفسه وفرح ليست قاصرا..

زوج فرح: نعم مسؤول ولكن هي تسمع كلامك وتطالب بالطلاق الآن..

سلمى: هذه حياتكما وأنتما حرين تماما فيها...

زوج فرح وقد استفزه هدوءها، ما بها لم ترتبك أو تخشاني؟ هكذا قال في نفسه ثم قرر تغيير الخطاب فقال: طبعا طبعا نحن حرين... فقط هي تسمع كلامك ودائما لا تقول عنك سوى خيرا...

سلمى: الحمدلله، إذن هذا دليل آخر على أني لا أحرضها على شيء ...

زوج فرح: أختي سلمى بصراحة، هل يمكنني أن أطلب منك طلب؟

استغربت سلمى من تغير الخطاب إلى النقيض وقالت: نعم تفضل، إن كان في استطاعتي...

زوج فرح: أنا أحب زوجتي جدا ولا أود الطلاق، هل يمكنك إقناعها بذلك، فهي تسمع كلامك...

سلمى: إن شاء الله، اختار الله لكم الخير...

زوج فرح: آمين، إذن أعتمد عليك؟

سلمى: اعتمد على الله وأنا سأحاول والله الموفق..

شكرها وانصرف.. ووصلت إلى بيتهم أخيرا...خارج التغطية... ساهية عن العالم الخارجي..

وفي الغد أمضت اليوم على أمل واحد... الذهاب إلى دكان جمال لجلب الأوراق.. كانت مستمتعة جدا بالشعور الجديد، لم تجرب من قبل أن تشعر أنها أنثى، ضربت بنصائح أمها عرض الحائط وأطلقت العنان لمشاعرها التي ترفرف فرحا، وطاقة عالية تجعلها تضحك في وجوه الناس، حتى يومها في الجامعة كان مختلفا، في حصة التطبيق العملي لعلوم الأرض... كانت تنظر إلى صفيحة البازلت ( صخرة بركانية ) في المجهر وترسم باستمتاع على غير عادتها، وتشعر بيدها كأنها تنطلق في الرسم ببراعة وترص المعادن في حرفية مستجدة...

ركبت الحافلة ومعها زميلتها... التي كانت تكلمها عن أستاذ علم المتحجرات وقسوته في وضع النقط... فكانت تقول لها نعم وتصمت، وتسرح بخيالها في كلام البارحة...

تتذكر كل كلمة من كلام جمال.. وكأنها تسمعها فتحلل كل كلمة وتحاول فهم كل ما يرمي إليه... لدرجة أن زميلتها لاحظت ذلك.. فسكتت..

نزلت أخيرا قبل زميلتها التي ستكمل المسيرة إلى حي غير بعيد...ثم انطلقت إلى الدكان...

لم تجد جمال، بل وجدت أخاه الأصغر بدر... أخبرته عن الأوراق فقدمها لها.. دفعت المال ثم انصرفت إلى المخدع الهاتفي...

لم تكن تعلم أن جمال تعمد ألا تجده، لكي يجس نبض خطته، هل ستهتم أم أن كلامه ونظراته لم تفعل شيئا بعد...

راقبها من الملبنة المجاورة من حيث لا تراه..

دخلت إلى المخدع، أووووووووه لقد نسيت زيارة فرح في المستشفى...

سألت عنها أختها، فأخبرتها أنها في البيت، فهرولت إليها...

مرت أيام وهي تحبس نفسها حبسا عن الذهاب إلى دكان جمال... رغم أنها تشعر أنها في حاجة للتواصل معه...

وجمال بدوره استساغ اللعبة، لكنه قلق على نجاح خطته، كل هدفه أن يثبت لنفسه أنه يستطيع استمالة قلب هذه الفتاة العفيفة التي من الواضح أن قلبها صفحة بيضاء لم يخط عليه أي رجل شيئا... فكان من المهم بالنسبة له أن يكون الرجل الخارق الذي ينتصر لرجولته ويحقق هدفا مهما كهذا... وماذا بعد؟؟؟ الهدف أولا وما بعد ذلك في علم الغيب، هكذا قال لنفسه...

حكت سلمى كل شيء لفرح بعد أن حاولت تلبية طلب زوجها، فناقشتها في طلب الطلاق، لكن فرح كانت مصرة على قرارها، رغم تخوفها الشديد من تهديدات زوجها لها بأنه سيتركها معلقة لا هي متزوجة ولا هي مطلقة...

بعد أيام ... عادت فرح أخيرا إلى العمل بعد أن تحسنت صحتها...

وقررت مراقبة جمال للتأكد من تعلقه لتبدأ الخطوة الموالية التي تتمناها كل فتاة...

وفي عشية جميلة، والأشعة الدافئة تداعب أرضية الدكان... جلست فرح وسلمى تتجاذبان أطراف الحديث بشاي منعنع من يدي عجوز طيب ...

وهاهو من عليه العين يمر في خجل... وقلب سلمى قد وجل...

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح