عرض مشاركة واحدة
قديم 11-19-2013, 02:52 AM
المشاركة 2
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
من تعاسة عوانس إلى سعادة عرائس

لا عنوسة بعد اليوم لمن شاء فقط...

الجزء الثاني والأخير..

كان هناك فتاة تقية جميلة طباخة ماهرة لكنها لم بلغت الثلاثينات ( بداية بعبع العنوسة :P ) ولم تتزوج...

فاحتارت في أمرها، كيف هي العفيفة الطاهرة، التقية النقية الجميلة الرائعة، لا يطرق بابها أحد... هل العيب فيها؟ هل عمي الرجال؟ وشبح العد العكسي لإمكانية الإنجاب يطاردها وذبول جمالها ووووو

طبعا كل فتاة تعرف جيدا ماذا أقول... إذا جربت...

( ربنا يستر ومضربش النهاردة :P صبرك علي )

وما التقوى؟ أليست فعل ما يرضي الله وتجنب نواهيه؟ إن هذا الفعل لا ينتج إلا عن عقيدة راسخة وشهادة حقيقية بأن لا إله إلا الله وأنه هو وحده الذي بيده الملك والأمر كله...

تعالي نتفق أولا، أليس الزواج حلال الله؟ نعم وأليس الرزاق الله؟ بلى

لو قلت لك أنك لن تجدي من يطعمك خبزا حافيا غدا، أتصدقيني؟ طبعا لا، فالسعي وراء لقمة العيش وراتب رب الأسرة مثلا يصيب الابنة بتبلد، أي أن قناعة لا ريب فيها ترسخت أنها ستأكل في الغد لأن والدها راتبه جيد...

لكن لو قلت لك أن البلد كلها لا توجد فيها حبة قمح لأن الأرض لم تنتج قمحا، رغم أن الفلاحين رموا البذور والأسمدة وسقوا الأرض... ونزل المطر وكل الأسباب فعلت ولا حبة قمح نبتت في العالم بأسره ...

هل حينها ستكوني مطمئنة؟

تعالي نفهم كيف: ( استحملوني يا بنات الله يكرمكن لأن تأصيل الأمر من جذوره هو الذي سيعطي للحل البسيط فعالية قصوى بأمر الله )

لنركز قليلا مع هذه الآية:

يُخْرِجْلَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا

وهذه الآية:

أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64)

يعني الفلاح قلب الأرض ورمى البذر والسماد وروى الأرض واعتنى بها وكل شيء... والسر الإلهي لنمو الزرع غير موجود، السر الذي يسري في كل شيء في الكون، السر الذي يجعل جسمك ينمو وبشرتك تتفاعل وكل الأجهزة تعمل، أي نعم الطعام والماء والهواء وقود الحياة ولكن بدون روح لا حياة، ولما تأتي الموت فإن كل شيء يتوقف رغم وجود الوقود..

هل لما زكريا عليه السلام دعا ربه بالذرية، شغل نفسه بعقم الزوجة، وشيبه؟؟؟ هل قال لالالالا مستحيل ( ونعلم جميعا أنه علميا وطبيا امرأة عجوز معناها لا وجود لبويضات أصلا ) ...

هل زوجة إبراهيم عليه السلام لما أخبرها الملائكة بعطية رب البرية، ركزت مع الأمور المادية؟؟؟؟

يعني هم بشر ونحن من المريخ مثلا؟ لنكون اللهو الخفي واحنا مش عارفين؟ :P

هل يعجزه أن يرزقك؟ كل التفاصيل لا تهم، المهم أمرين: هل أنت جاهزة لهذه الأمانة؟ لهذا الميثاق الغليظ؟ هل أنت حقا مستوعبة لهذا الأمر؟

الزواج هو بداية وليس نهاية، هو نوع من أنواع الأمانة التي حملها الإنسان...

الآن لو طرق الخاطب الباب، هل أنت فعلا جاهزة؟

هل تفهمين حقا هذا المخلوق الذي يشاركك الأمانة؟ هل أنت فعلا أهل لأن تكوني زوجة وأم كما يريد الله لبناء أسرة تقيم دين الله في أرضه وتعبد الله كما يريد..

هل تخلصت من كل عقدك واستصلحت أرض قلبك فحولتيها إلى جنة لتجنبي زوجك وأطفالك صحراء قاحلة عشت فيها؟؟؟

يعني أضيع وقتي في نسج خيال وأحلام يقظة، ولا أنسج واقعا قادما يقينا إن أنا شئت ذلك، لأن مشيئة الله تمت فقط تحتاج منك تطبيقا فوريا ويتم المراد يقينا...

تعالي نركز قليلا في الوعد الرباني:

فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوارَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11)

وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا

هل في المطر نفكر كيف نجلبه مثلا؟؟؟؟؟ حتى لو فعلنا أسبابا خرافية، فإنه لن ينزل إلا إذا أراد الرحمن

وهنا كلمة بنين لا تعني الذكور فقط وجمع ابن في اللغة بنون ولكنها تشمل الأولاد والبنات... ولا بنين إلا بزواج ما دام الله هو الذي وعد بالرزق هنا...

هل قال لعله يمددكم بأموال وبنين؟؟؟

هل قال إذا شاء يمددكم؟؟؟؟ لقد قال يمددكم يعني:

استغفار = بالضرورة الزواج لأن الله تعالى وعد بذلك وعد يعني شاء سبحانه...

ثانيا: هل هي فعلا جاهزة للزواج؟ هل الزواج هدف أم وسيلة؟ هل الأسرة مجرد زفاف وفرح وشهر عسل؟؟؟

السنفرة المطلوبة سنفرة شاملة، ( سنفرة في اللغة تعني صقل لأجل اللمعان ) سنفرة الجسم ليست فقط هي المطلوبة، ولكن سنفرة القلب أولا وقبل كل شيء، سنفرة المفاهيم وتصحيحها، سنفرة القناعات أي سنفرة الفكر والعقيدة...

وحلنا اليوم هو حل مسنفر بجدارة للقلب والفكر وسبب رئيسي في أن يرزقك الله الزواج...

الحل: ملازمة الاستغفار يوميا فوق الألف مثلا للتطهر من الذنوب وإرضاء الله تعالى + التجهيز القلبي والفكري بالموازاة، لابد من فهم طبيعة مع من ستعيشين، لابد أن تتجهزي لتكوني فعلا زوجة رائعة وأم لأبناء رائعين، وجدة لأجيال قادمة من صلبك إلى يوم القيامة...

فالزواج ليس كلمتين حلوين ورومانسية أفلام، ولكنه حياة متكاملة نحن من نختار أن نسعد فيها أو أن نحيا في فوضى وشوشرة ...

ولا مجال لإشكاليات معقدة ومادية بحتة مثل:

وهل سيزوجني الله ونحن كثيرات والجميلات كثيرات وانا ليس لدي أية مقومات؟ محال محال

أساسا هو سبحانه خلقك وكرمك وجعلك فريدة من نوعك، يعني لابد أن تثقي فيه ثم تثقي في نفسك بقوة الثقة فيه... يعني هو الزوج الذي سيؤكد لك أنك إنسان مثلا؟؟؟؟؟ لا طبعا

الحكاية ليست في الزواج ولكن فيم بعده، هل هناك القدرة الكافية والجاهزية للحفاظ على هذا الزواج إلى أعالي الجنان..

الاستغفار ليس دروشة أو تواكل... ولكنه حياة، وقد أجريت بحثا مفصلا عنه ولازلت أكتب في الموضوع...

يمكنك لو شئت مراجعة مواضيعي عن الاستغفار وأيضا سلسلة عن الحب وروائعه قبل الزواج وبعد الزواج، وأكاديمية للحب أعمل عليها حاليا في الفيسبوك أقدم فيها المفاتيح والخطوات العملية ببساطة ويسر بفضل الله

هاهو ذا الطريق أمامك واضح وجلي

من واجبي أريك الطريق، لكن أنت المسؤولة الوحيدة على نجاح الحل

أي تشاؤم أو سوء ظن، لا تلومي إلا نفسك

فالله سبحانه وتعالى أكد لعباده في الحديث القدسي الذي صححه الألباني:

أنا عند ظنِّ عبدِي بي إنْ ظنَّ خيرًا فلهُ ، وإنْ ظنَّ شرًّا فلهُ

يعني أنت المسؤولة عن زواجك من عدمه، وعقلك فراسك تعرفي خلاصك

واوعي متعزمنيش على الفرح، أزعل بجد :p

أسأل الله ذي الجلال القادر المقتدر أن يرزقك الحلال وأن ينعم عليك في كنفه ويسعدك ويجعلك سببا في سعادة الأجيال...

أختك: نزهة الفلاح