عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-2010, 01:54 AM
المشاركة 2
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحبا أختنا الفضلي ريم ,
الشرف لى يا سيدتى ,
ويسعدنى إعادة تجربة الحوار معك لما رأيت فيه من الفائدة ومراجعة المعلومات ,
وأبدأ من عند قولك :

كم عدد الناس الذين يعلمون ان هذه العمليات التي قامت بها المخابرات المصرية هي حقيقة واقعة و ليست من شطحات فكر الروائي صالح مرسي؟

مشكلتنا الحقيقية أننا لا زلنا نصدر الأحكام إما بعاطفة وإما بعدم خبرة ,
والسبب في ذلك عملية التجريف الثقافي التي قادتها الأنظمة السياسية في العالم العربي ونتج عنها أنها استبدلت أهل الخبرة بأهل الثقة فتمركز في منابع تربية الوعى جملة من الكتاب والصحفيين لا يصلحون حتى للعمل كحراس أمام الصحف !
وهم الذين جعلوا من توزيع الصحف القومية مهزلة حقيقية حيث عزف عنها الناس عزوفا تاما بعد أن أصبحت نشرات للأحزاب الحاكمة ,
واستبدلوا بها الصحف المعارضة والمستقلة التي تقوم عليها مواهب شابة حقيقية ,
إلا أن الداء المستعصي سواء في الكتاب الموهوبين أو غيرهم هو أن بعضهم يلجأ إلى الدخول في مجالات لها أهلها ويدلى بدلوه دونما خبرة أو معرفة ودون أن يكلف نفسه عناء البحث ,
ولست أدرى ما السبب لذلك هل هو الكسل أم رغبة الشهرة ,
ولك الحق فى أن النعى على هذه الظاهرة الغريبة


القصد ,
المفروض أن كل قارئ لصالح مرسي في رواياته عن المخابرات يعلم تمام العلم أنها مبنية تماما على وقائع حقيقية قامت بها المخابرات المصرية لسبب بسيط
أن كل رواية من هذا النوع تجدين على غلافها عبارة ( من ملفات المخابرات العامة )
فهذه العبارة تعنى أن ملف هذه العمليات تم التصريح به للكاتب ,
وليس في هذا سر أو بدعة بل هو استراتيجية معترف بها في العالم كله حيث تصرح أجهزة المخابرات ببعض عملياتها للنشر وتعطى الحق في ذلك لبعض الكتاب الكبار المحترفين وذوى الأهلية لتقديمها إلى القراء ,
وملفات المخابرات الإنجليزية والأمريكية في الحرب العالمية الثانية تم نشرها وتقديمها حتى للسينما ,

فكل قصة تصدر في مصدر وعليها هذه العبارة ـ وهى محدودة طبعا ـ تعنى أن القصة ليست من خيال الكاتب بل هى من ملف العملية المقصودة حتما وإلا تعرض الكاتب للمحاكمة العاجلة ,
والمخابرات المصرية صرحت لعدد محدود من الكتاب ببعض تلك العمليات وأشهرهم صالح مرسي , نبيل فاروق , ماهر عبد الحميد
وإذا كانت العملية أو القصة هى من بنات أفكار الكاتب فعندئذ لا يستطيع كتابة هذه العبارة عن قصته , وقد كتب صالح مرسي رواية خيالية اسمها ( الصعود إلى الهاوية ) ولم تكن العبارة موجودة بها ,
هذا فضلا على أن الروايات التي نشرها ولها أساس واقعى كتب الرجل في مقدمتها ما يشي بذلك وهى روايات رأفت الهجان التي تعالج قصة رفعت الجمال ورواية دموع في عيون وقحة التي تعالج قصة أحمد الهوان ( جمعة الشوان ) وقصة ( سامية فهمى ) التي تعالج قصة الصحفية ليلي عبد السلام وقصة الحفار التي تعالج عملية الحج التي نفذها محمد نسيم في نهاية الستينات ,
ومن هؤلاء الكتاب أيضا الكاتب الشهير د. نبيل فاروق والذي لا يعرفه الكثيرون أن الرجل له ماض مع المخابرات العامة حيث تم استخدامه في عملية خداع للمخابرات الإسرائيلية في لندن ,
وردت المخابرات له الجميل بإعطائه حق نشر بعض العمليات التي أشار صراحة إلى أنها عمليات ذات أصل في ملفات المخابرات العامة وهى منشورة جميعا في مقالاته الشهيرة في مجلة ( الشباب ) الصادرة عن مؤسسة الأهرام , وتم نشر تلك العمليات مجمعة فى كتاب مستقل
كما سمحت له بعملية أخرى تم نشرها في سلسلة الأعداد الخاصة بعنوان ( سري للغاية )

وكما قلنا إذا تهور كاتب فوضع عبارة ( من ملفات المخابرات العامة ) دون أساس فسيتعرض للمحاكمة حتما وهو ما كاد أن يحدث بالفعل لنبيل فاروق عندما نشر إحدى القصص في مجلة الشباب وظن المحرر الذى يصمم صفحته أنها عملية لها أساس كما هى عادة نبيل فاروق في المجلة ,
فوضع العبارة دون استئذان نبيل فاروق الذى فوجئ باستدعاء المخابرات العامة له وتم نشر تنويه وتصحيح الخطأ ,
وهذا ما يحدث أيضا في حالة أية معلومات لها طابع عسكري , حتى لو كانت منشورة ومعروفة , وذلك للحفاظ على مصداقية رفع الروح المعنوية ,
ولنا عودة للتنويه عن بدايات جهاز المخابرات المصري