عرض مشاركة واحدة
قديم 11-17-2013, 02:25 AM
المشاركة 14
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...

الحلقة الثامنة

وقفت سلمى في انتظار الأوراق، وسامي الذي تتوقع أنه آت... فأطلق جمال أشعة الليزر ( النظرات ) التي تذيب أسوار القلوب المرهفة ...

وتجاذبا الحديث في التخصص والدين والأبراج والسياسة وغلاء المعيشة وانحطاط الأخلاق ...... وحتى أصل العائلة...

مر من الوقت ساعة ولا أثر لسامي ولا للبضاعة... والزبائن تقطع الحديث عليهما أحيانا، وسلمى واقفة وعينيها في الأرض... هذا يريد سجائر وهذا جرائد وهذا نسخ أوراق.... وهذا ورقة اليانصيب وذاك يتسول ويشحذ قوت يومه وتلك تنظر إليها باستغراب، وعيناها تنطق حيرة.. من أنت التي سمحت لنفسك بالوقوف مع رجل الحارة وحلم بناتها...

طال الانتظار والنقاش أيضا، وسلمى مندمجة في حرب الإقناع، وجمال يلتقط معلومات تمر في تسلل بريء من لسانها...

يكتشف الشخصية، يسبر أغوار ا حيرته شهرا ... يرسل كلمات، تلميحات بين السطور...

يتأفف أحيانا من تأخر أخيه، الذي يعلم جيدا أنه لن يأتي إلا ليلا...

جمال مستمتع بكلام سلمى الماتع، ورصيدها المعرفي الواسع، وحيائها النادر والرائع... وهي تحس أن أرضية الدكان تجرها بمهارة وكلمات جمال تسحرها بجدارة، ونظراته تشعرها أنها أنثى جبارة، واهتمامه يوحي إليها أنها متميزة وذكية ومبهرة في نضارة...

هي تتحاشى النظر إليه، وهو يصر على إمعان النظر في وجهها البريء...

هي تحافظ على مسار النقاش وهو يحرفه نحو الأمور الشخصية بذكاء ومرونة... لم تكن أسئلته مباشرة ولكن مفتوحة، تترك المجال لسلمى للإسهاب والكلام، وكلما تكلمت أكثر كلما اكتشف أكثر...

مرت ساعتان كالبرق، وهاهو أذان المغرب يصدح مؤذنا بحلول الظلام... أفاقت على إثره سلمى من غفوة أشعلت شرارة التواصل بين عقلها ووجدانها... لتشق بكامل إرادتها طريقا لا تعلم نهايته....

أخيييرا لقد تشكل هرمون الدوبامين.... وانطلق التعلق وبدأ السباق...

استأذنت في أدب، واعتذر هو في بالغ أسف على تأخر أخيه.. ووعدها أن تجد أوراقها في الغد جاهزة في انتظارها...

خرجت وهي تجد السير نحو البيت...ولكن فكرها كله منهمك في اللغز الجديد...

وقمعت حسها التحليلي لكيلا يحلل ما يجري لها... إذ بدأت تشعر براحة وسعادة وهمة عالية وتتمنى لو ضحكت بقوة لكي يسمعها العالم... ولسان حالها يقول... ياهوووووو أخييييرا أحس أني إنسان..

وفي غمرة السعادة التي ترجئ تحليلها إلى ما قبل النوم... اعترض طريقها زوج فرح وعيناه تنطقان شرا...

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح