الموضوع
:
يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية
عرض مشاركة واحدة
11-15-2013, 04:06 AM
المشاركة
12
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
تاريخ الإنضمام :
Oct 2013
رقم العضوية :
12445
المشاركات:
267
يوميات متعلقَين ...
يوميات مجنونة
...
قصة حقيقية
...
الحلقة السادسة
وصل جمال فوجد سلمى تقف في المحل وأخوه ينسخ الورق...فشمر على ذكائه وقرر وبدأ التنفيذ...
دخل إلى المحل مبتسما، خجل النظرات، مرتبك الأيدي، بشكل لا يظهر لأخيه المنهمك في النسخ، فنظر إليها ... لكنها لم تره، لأنها كانت تستثمر وقت الانتظار في قراءة كتيب بدأته عن أسباب التخلف فيما يسمى العالم الثالث..
فخرج من الدكان ثم عاد وهو ينظر بقوة ويحرك أشياء ليلفت انتباهها، وقد كان ... فقد أحدث جلبة في غمرة الهدوء السائد..
رفعت رأسها أخيرا فقال لها متصنعا الانشغال بترتيب السلع: أهلا أختي كيف حالك؟
هزت سلمى رأسها ثم خفضته، لتعرف من يكلمها، وأجابت: الحمدلله بخير...
ثم عادت إلى القراءة... فقال لها: ألست صديقة فرح؟
فقالت: بلى ..
فقال باهتمام واضح: أهلا بك وبكل صديقات بنت حارتنا وأختنا الصدوقات المحترمات...
فقالت سلمى بأدب: فضل من الله...
سكت قليلا وقد فهم أن الفضول يمكن أن يضايقها فغير سياسته في الحال:
أخذ أول دفعة من الورق المنسوخ الموضوعة على الطاولة وشرع في ترتيبها، تمعن فيه وكأنه ضليع في علم الحشرات... وقال باهتمام ظاهر وقد أذن لعينيه أن تنظر إليها بتقدير واهتمام وانبهار...
مما أفرز نظرة نوعية..
واضح أن تخصصك صعب ولا يصلح إلا للأذكياء...
فقالت سلمى وقد أصاب أول سهم عقلها، فهي تعشق النقاش والتحدث في تخصصها..
ليست مسألة صعوبة، هو متشعب أكثر مما هو صعب...
فقال باهتمام وكأن من أمامه عالمة من فطاحلة علم الأحياء وهو التلميذ النجيب المطيع: ربما لكثرة المواد مثلا؟
فردت عليه سلمى وقد طوت الكتاب ولازالت تغض من بصرها كعادتها: نعم فعلا كثرة المواد المدرسة، وأيضا كل مادة عالم مستقل بذاته، فكما ترى فهذه مادة البيولوجيا الحيوانية وفيها أقسام: الحشرات واللافقريات والفقريات وهكذا...وكل شعبة فيها فروع.. وتخصص قائم بذاته...
استمر النقاش قرابة الربع ساعة، حتى انتهى النسخ... وقد لاحظ أن هناك جداول يبدو أنها تلخص خصائص بعض الحشرات لكنها صغيرة.....
فقال باهتمام: لو سمحت لي يا أختي .... عذرا ما اسمك؟
فقالت: سلمى...
فأكمل: ألاحظ هنا أن الجداول صغيرة... لو تحبي أن أكبرها فلدي ورق
a3
للنسخ وبهذا سيسهل عليك الاستيعاب والحفظ..
فكرت سلمى مليا وقالت: فكرة جيدة بارك الله فيك..
إذن هاهي كل الجداول المنسوخة سأتركها لتكبرها، وأعود لاحقا بإذن الله لأخذها..
فقال بسعادة: وهو كذلك..
عادت سلمى إلى صديقتها..وجلست قليلا ثم ودعتها لترد الكشكول لزميلتها في الجامعة، ثم تعود إلى البيت لتعطي الوقت لوالدتها الحبيبة أيضا...
أوت إلى فراشها بعد يوم طويل بين الجامعة وإسراع الأساتذة في إنهاء الدروس، وبين الحارة المجاورة ومشاكل فرح التي تحيرها، وهي صديقتها المقربة... وبين... شاب يهتم بذكائها فوق العادة ولأول مرة في حياتها، تلاحظ اهتماما مميزا...
حاولت تبسيط الأمور، لكن هناك نظرة منه على التفاتة بريئة منها، أشعرتها بشيء طالما تجاهلته داخلها..و................
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح
رد مع الإقتباس