عرض مشاركة واحدة
قديم 11-13-2013, 10:26 PM
المشاركة 11
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...

الحلقة الخامسة

وصل زوج فرح قبل موعده المعتاد، يريد مالا ليذهب إلى الحانة كعادته شبه اليومية... فلما رآه جمال تجمد في مكانه.. خشية أن يغار على زوجته أو أن يفهم وقوفه بالقرب منها خطأ، لكنه دخل هاشا باشا وسلم عليه فهو جارهم ويعرفه جيدا، ففرح تعمل في مخدع هاتفي في نفس الحارة التي تسكن بها...

خرج جمال وهو يجر أذيال الخيبة، وتساؤلات كثيرة تدور في خلده، ترى لم لا تنظر إلي؟ أتخشى جاذبيتي؟ لماذا هي هكذا هادئة ولا تخاف؟ ربما مخطوبة؟ ربما تحب رجلا معينا؟؟

أنا جمال العاقل الوسيم الذي تجري وراءه البنات وتتمناه زوجا، فتاة كهذه لا تنظر إلي؟؟؟ لالالا لابد أن ألفت نظرها بأية طريقة..

وصل جمال إلى دكانه وقلبه يغلي من الغضب وتائه من الحيرة، ويشعر بالنقص والعجز أمام هذا اللغز المحير..

مرت أيام وهو يفكر في طريقة للفت انتباهها إلى نظراته الآسرة، نظراته التي يستجمع فيها معان تخترق قلب الأنثى، فتشغله وتشعل تساؤلاته...

أما سلمى فكانت في السنة الثانية من الجامعة، و لا تفصلها عن امتحانات آخر العام سوى شهرين...

التخصص كان صعبا ويحتاج منها تركيزا، أي نعم حصلت على نتائج مرضية في الشطر الأول من العام، لكنها تسعى لنتائج أفضل، فهذه السنة حاسمة في مستقبلها المهني ...

سلمى فتاة في العشرين من عمرها، طموحة، مرحة، تتقي الله وتسعى لرضاه في كل وقت، رغم أنها عاشت بين والدين مطلقين، وحيدة أمها، لكن أمها نذرت لها حياتها، فأحسنت تربيتها، وعلمتها أن الرجال لا ثقة فيهم، وأن من يريد الحلال لا يطرق سوى باب البيت مباشرة...

فكانت تغض من بصرها وتعاملها محدود ولداع مع زملائها..

بدأت تجهز نفسها للتحضير الجاد للامتحانات، وبدأت تنسخ دروسا لا تحضرها نظرا للطبع التلقيني فيها، وأنها مواد حفظ لا تحتاج لكثير فهم...

بعد أسبوع من ذلك اليوم المحبط لجمال، تعطلت آلة النسخ في المخدع الهاتفي، وكانت سلمى تنسخ دروسا مهمة ولابد أن ترد الكشكول لصاحبته بسرعة.. لم تحتر في أمرها كثيرا لأن دكان جمال بالنسبة لها دكان وكفى، حملت الكشكول وانطلقت نحوه، في هذه الأوقات كان جمال يقتني أغراضا هامة للمحل، وصل بعد لحظات، فوجد سلمى تقف في المحل وأخوه ينسخ الورق...

ففرح كثيرا ولم يضيع هذه الفرصة الثمينة بالنسبة له...

بقلم: نزهة الفلاح