عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2013, 12:25 AM
المشاركة 22
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي


عَوْدٌ على وعد..

الصباح ــــ ذاكرة المكان
ربطتْ راما فهد الصباح بالمكان..
فالأصل اللغوي لمفهوم الظرف هو ما كان وعاءً للشيء.
وسُميتْ الأزمنةُ والأمكنة ظروفاً، لأنّ الأفعال تحدث فيها، فصارتْ أوعية لها.
فمثلاً
"نهضتُ صباحاً"
هنا تأكيد على زمن معروف.
وبقدر مايتعلق بزاوية قراءتنا، هنا.. فالصباح هنا يدلّ على الزمان، وله مآرب أخرى في أمكنة أخرى طبعاً.
بــــــ
"هذا المكان"
"ذاكرة المكان"
ابتدأت الكاتبة النص، وبه انتهت.
إذاً المقصود هو المكان، لاالزمان..
هذا المُعلَن..
لكن ماعززته المكانية المحكومة بالزمان.. تلك الأفعال الماضية والمضارعة التي احتشدت في جموع هائلة بالنص.
(تحوم، تلتقطان، تبشر، يتشكل، ينسج، يسبِّح، يبشر، يرعى، يرصد).
ألزمان، هيمن على الأمكنة قسراً.. أي ليس بقصدية مبتغاة.
وهذا ما أكدته الكاتبة، حين انتخبت افعالاً مكانية، محكومة بزمانية محددة..
(تطوف، تغوص)
من هنا ننطلق لقراءة النص..
ألمكان حاضنة، والزمان ساعة رملية، تعد الوقت بـ (الفقدانات/ الذاهبات).
ألحاضنة، مكان زجاجي شفاف، يرى منه الخديج بصرياً، لكنه بحقيقة الأمر لايرى، إلا ماسيمكث بالحدقات.
ألزمان، كارثة تتوالى، وتستمر.. .
والفعل يدل على زمن محكوم بزمن..
فالماضي هو حركة سَلَفَتْ، والحاضر حركة قائمة ومستمرة.
لكن.. أين المستقبل غير المحكوم بزمن محسوم؟.
لاوجود له..
وهذي هي بداية النهاية.
فكل ماض معروف، وكل حاضر مرئي أو مُتابَع.. إلا المستقبل.
ترى هل يكون فعل ترجٍ أم التماس أم أمر؟.
هذه قضية لابد من التوقف عندها،
لابد علينا من التلصص على ردود أفعال الكاتبة، كي نشهد على جرمها المشهود.
ونتابع الأسباب الموجــــ (بـ / عـ) ــــة، التي تسببت بارتكاب هذا البوح.
وما يؤكد فكرتنا بكون النص زمكاني المقصد.. هو اعتراف الكاتبة بأن المكانية هي من أمطرتها بعد أن لفحتها..
لكنه محكوم بزمن.
بمعنى آخر أنها جمعت زمانين فصليين في مكان واحد، ثم (حررت وأطلقت) بمكان مرهون بزمن.
وهذا تأكيد آخر على أن الزمن توقيت لا أكثر.. للتأكيد على المكان.
ثم عادت إلى ماذهبنا إليه، حين أمعنت بأنها جعلت من الزمان متداخلاً في بعضه.
من هنا أستطيع أن أقول..
ألتشظي الأنثوي، هو سيد القرارت.. كونه لايكون قامعاً، ولا قاطعاً..
لكنه قرار مغناج، يتخلى عن أحكامه، بمجرد اعتذار موثوق من صحته.
و..
يبقى الجمال حليفك أبدا.