عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2013, 10:38 PM
المشاركة 5
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي
للوهلة الأولى ظننت انني انتظر مع بيكيت عودة غودو و لكن مع الدخول في مفاصل النص الذكي عرفت ان هناك قراءة نقدية تحترم وعي المتلقي من غير ان تحط من ذكاء الكاتب .. في كلام آخر يحاول الناقد ان يقدم جرعة نقدية عالية الكثافة للقارئ دون ان يتعالى عليه او يحشو نصه بالمصطلحات التي يحتاج فهمها الى عمر كامل للوقوف على معانيها
و حين يطرح النص النقدي العلاقة بين الابداع و الجنون فأجد ان اغلبنا معني بهذا الموضوع و كثيرا ما يلقبوننا بالمجانين على شكل سبة و لكن ارى ان الكاتب الذي لا يملك بعضا من الجنون و يبقى مستحضرا وعيه طوال الوقت سيكتب نصا خاليا من الروح و من الدهشة التي هي برأيي الاعلى قيمة في النص الادبي
و قد حاول الكثير من الادباء ان يستحضروا الحالة / الجنون/ بمؤثر خارجي ليكونوا على شفرة الوعي حيث يكون حادا جدا فكان منهم بودلير و مالارميه و شيلي و ادجار الان بو و ادوارد كراولي و غيرهم باستخدام المواد المخدرة .. و كانوا يقدمون أجمل كتاباتهم
و يقول علم النفس أن من يدمن هذه المؤثرات الصناعية يمكنه الاستشفاء منها جسديا و لكنه لا يستطيع أن يقنع روحه بالتخلي عن الحالة الأثيرية التي كانت تخلقها له
و بمطلق الاحوال لا يستقيم إبداع دون ان يعتريه الجنون
قراءة نقدية في لبوس ميتكر
أبدعت بها أ. عمر مصلح
تحيتي لك


گودو.. لن يؤوب
هذا ما قاله العَبَث للحقيقة المتلصصة من كوة باب الانتظار.
ولم يُعلن صاموئيل بيكت عن هوية گودو.. إن كان المخلِّص أم الأمل.
لكن غرائبية التكوين، جعلت أبواب التأويل مفتوحة.. خصوصاً بعد أن اشتغل على أسلوب، ألغى المألوف.
حين فكرت بالكتابة عن الأستاذ عبدالكريم سمعون.. وضعته على مشرحتي، وفصلته – كما هو – يعيش.. بكل عبثه، وغرائبيته.
فهو متمرد، يعقلن مالايعقل ويعوِّق الصحو بأول استهلال جنوني، حيث يرى العالم بأبعاد رباعية تنويرية.. معتمداً على رؤاه التأويلية للأشياء، ويُدخل المسكوت عنه إلى صالة التشريح ليعمل بمبضع من ألق.. غير مبال بالتابوات أو الشرعنة المتفق عليها، كونه يمتلك قانوناً ودستوراً "سمعوني" خاص.
وفقاً لهذا.. استنسخته أربع نسخ.
ولكي أبتعد – كما تفضلتم سيدتي الغالية – عن التوعير المصطلحي، واللغة الأكاديمية الجافة.. مسْرَحتُ العمل.. كي يكون مقروءاً أكثر.
وخصوصاً من هو معني بالجنون.
حيث – كما أسلفتم – أن كل المبدعين هم مجانين، وإلا سينتجون نصوصاً قد تكون صالحة معرفياً، ولكنها تشكو من جفاف المشاعر.
سيدتي الأندى..
من دواعي سروري، أن أتعرف على رأي مهم، ووعي عال، كأنتِ.
لكِ أرفع القبعة