عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
12

المشاهدات
7959
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,272

+التقييم
0.64

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
11-02-2013, 07:40 PM
المشاركة 1
11-02-2013, 07:40 PM
المشاركة 1
افتراضي من أجل أن يبقوا أحياء / ريم بدر الدين
من أجل أن يبقوا أحياء
ريم بدر الدين بزال

تابعت مع الاولاد اليوم فيلما اجتماعيا موضوعه الصداقة بين الأطفال .. يوثق الفيلم العالم الخاص الذي يعيش فيه الأطفال و يتفقون فيما بينهم على الرؤى و التصورات بينما لا يتفهم الكبار هذا الموضوع رغم أنهم مروا بذات المرحلة العمرية ..
من منا لم تتوقع أن الدمية ستكلمها ذات صباح بعد أن اعتنت بترتيب شعرها و حياكة و خياطة ملابسها و إعداد سرير صغير خاص بها ؟
من من الأطفال لم يتصور أن سيارته الصغيرة التي تفتح أبوابها و صندوقها ستصبح يوما سيارة كبيرة يصطحب فيها عائلته ..؟
و كم فتننا بيت الشجرة في قصة روبنسون كروزو و في " هكلبري فن" لمارك توين ؟
كثير من الاحلام عاقرناها و نحن أطفال و لكننا عندما كبرنا استنكرناها على أطفالنا و اعتبرناها مضيعة للوقت
في الفيلم الذي تابعته كان هناك طفلين بنت و صبي أنشأوا عالما في مخيلتهم و بنوا مدينة أسطورية على هدب نهر غير أن البنت ماتت في حادث غرق مأساوي و بقي الطفل يجتر أحزانه.
الطريقة التي عامله بها الأهل و المدرسين بعد فقدان صديقته كان ملفتا جدا فقد قالت له المعلمة : عندما فقدت زوجي طلب مني الجميع أن لا أبكي و لكنني كنت أبكي كل مرة أذكره بها. و الصديقة التي فقدتَها كانت لدي طالبة مميزة نادرا ما أحظى بمثلها في حياتي كمعلمة و أنا حزينة لفقدها و بالتالي فيجب أن يكون حزنك مضاعفا .
أما والده فقد قال له : علمتك صديقتك منذ مجيئها الى هذه البلدة أشياء جميلة و عليك ان تحافظ على ما علمتك إياه لكي تبقيها حية إلى الأبد
في حقيقة الأمر استوقفتني جدا هذه الفقرات من الفيلم فشعور الفقد مؤلم جدا و ليس من السهولة التغلب عليه لكننا نتعامل معه في الشرق بطريقة مغايرة عن الغربيين فكنبته ليبقى مرتبطا بالحسرة إلى آخر العمر.
عندما فقدت صديقي الطفولة و أخوالي في نفس الوقت " أنس و طارق" في حادثة موت مأساوية لا يخفف من وطأتها اللقب الذي رحلا من العالم و هما يحملانه ( شهداء) فمهما كان اللقب تبقى الحقيقة المرة أنني فقدتهما إلى الأبد ( هذا عني فماذا عن زوجتيهما و أطفالهما ؟) و كان جميع من حولي يطلب مني أن أصبر و أتجلد و لكن في حقيقة الأمر كبت مشاعر الحزن لم تساهم إلا في تفاقم إحساسي بالفقد و الألم ،في الحين الذي كان يتوجب علي أن أستذكر منهما كل الأشياء الجميلة و الرائعة التي أدخلاها على حياتي والتي تعلمتها منهما اهمها البسمة التي لا تفارق مبسميهما الحبيبين.
في كل بيت سوري هناك شعور بالفقد و الالم و علينا أن لا نكبت حزننا لكن ينبغي أن نوجهه ليكون مثمرا ..
لنبقيهم أحياء إلى الأبد علينا أن نبقي على الأشياء الجميلة التي زرعوها في الحياة ثم مضوا ..