عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2013, 01:25 AM
المشاركة 52
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لا تَلومي على هوايَ. فقد كنتُ=طَهُوراً. وأنْتِ مِثْلي طَهورُ
ولقد لُمْتُهُ فَعاصى ولم يُضْعِ=إلى اللَّوم .وازْدهاهُ الغُرورُ!
فَدعِيه يَحُمْ حَواليْكِ يا بَدْرُ=وهيهَاتَ أَن تنُيلَ البُدورُ!
قُلتُ يا قَلْب ما أراكَ بصاحٍ=فاسْتَفِقْ فاللَّسانُ عنها حَصُورٌ!
فهي حُورِيةٌ إذا ملا تَبَدَّتْ=بانَ منها نُورٌ وفاحتَ عُطورٌ!
أَتُرَاها من عالَمِ الخُلْدِ جاءَتْنا=فَتَشْفِي قُلوَبنا .. وتَحُورُ؟!
كلُّ ما نَجْتِلَيهِ منها من الحُسْنِ=أساطِيرُ تَسْتَبى وتُثِيرُ!
فتْنَةٌ صاغها الله لِلْعَيْنِ.=ولِلْقَلْبِ. أَيْنَ مِنها النَّظِيرُ!
ظَلَّ منها فِكْري الشَّغوفُ=يُناجِيها بإلهامِها. وظَلَّ الشُّعُورُ!
يالَ هذا الإِلْهام ظَلَّ فُتُوحاَ=لِلْقوافي كأنَّهُنَّ طُيورُ!
سابِحاتٍ في الجَوَّ تَشْدو بألْحانٍ=عذاب تَذُوبُ منها الصُّدورُ!
فهي حِيناً بَلابِلٌ شَجْوٍ=عَبْقَرِيَّ الصَّدى . وحِيناً صُقُورُ!
هذِهِ. هذِهِ التي تَصْقُلُ الرُّوحَ=فَيَعْلو مُحَلّقاً لا يَغُورُ!
نَفَثَتْ فِيَّ ما أَصُوغُ من الشَّعرِ=لُباباً.. تَنُوحُ منه القُشُورُ!
فَسُطورٌ منه تُعادِلُ أسفاراً=ثِقالاً.. وتَقْتفَيها سُطُورُ!
وإذا الحُسْنِ كانَ فِينا كهذا=كان شِمْساً تُنِيلُنا وتُنِيرُ!
راعَني ما أَراه منها وأَعلانِي=مَقاماً. فكِدت منه أَطِيرُ!
يا جَمالاً لدى الغَواني رَخيصاً=غاصَ في الدَّرْكِ فهو عانٍ حَسِيرُ!
فالغَواني يَنْفُرْنَ حِيناً. وإنْ=كانَ كِذاباً صُدودُهُن الغَرُورُ!
إنَّما يَصْدُقُ النُّفُورُ مِن الحُسْنِ=أَبِيّا .. يَزْدانُ مِنه النُّفُورُ!
والعَفَافُ، العَفافُ يُغْلِيكَ لو=كنْتَ حَصِيفاَ لا يَزْدهِيكَ السُّفُوْرُ!
والفَتُنُ المُثِير لَيْس ثُغُوراً=حالياتِ تَهوِىْ عليها الثُّغورُ!
أوْ قُدُوداً كُلَّ هذا. فما أَجْدَرَ=هذا أَنْ تَحْتَويِه الخدُورُ!
ما عدا أنْ يَكُن بَرْزاً إذا كانَ=طَهُوراً يزْدانُ منه الحُضُورُ!
مِثْلَ ما كُنَّ سيَّداتٌ جَليلاتٌ=بِماضِ تَعْتَزُّ منه الذُّكورُ!
كُنَّ نوراً يهدي. وعلماً يجلي=في ذُرَىً لم يَصِلْ مَداها النُّسورُ!
لم يَزَلْ ذِكْرُهُّنَّ فَخراً.. وما=أَخْلَدَ ذِكْراً يطيب منه الفَخُورُ!
يا فَتاتي .. يا رَبَّةَ الحُسْنِ والطُّهْرِ=عَداكِ الجَوى. عَداكٍ الثَّبُورُ!
أنا في الرَّوضِ . والغَيارى من=الرَّوضِ كِثارٌ .. جَنادِلٌ وصُخُورُ!
وبِعالي الصُّروح تَشْمَخُ بالعِزَّ=وتؤْوى المُشَعْوذينَ الجُحُورُ!
ما اعْتراني الفُتُورُ يَوماً عن=الشَّعرِ بِوَحْى ما يَعْتَرِيهِ الفُتُورُ!
كيف أَجزِيك؟! كيف أَطرِيِكِ يا=هذي.. عَساهُ يُطيعُني المَقدُورُ!
ما أَراني بالخُلْدِ هذا جَدِيراً=إنْ عَصاني فَنال مِنَّي القُصُورُ!
ليس إلاَّ الكَفُورُ من يَجْحَدُ=الفَضْلَ لِراعِيهِ. لَيْسَ إلاَّ الكَفُورُ!
إنَّني الضَّارعُ الحَفِيُّ. ومَغْناكِ=وما فيه .. نِعْمَتي والحُبُورُ!
طابَ يَوْمي وطاب أَمْسي بما نِلْتُ=وطابَتْ مَعابِري والجُسُورُ!
فاذْكُريني فإنَّ ذِكْراكِ قُوتٌ=يَتَغَذَّى مِنْه الحِجا والضَّميرُ

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....