عرض مشاركة واحدة
قديم 10-28-2013, 05:37 AM
المشاركة 13
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فى البداية كلمة واجبة للقراء الكرام ..
أما والله إنى لأبرأ وأعتذر من أى لمحة غرور بالعلم أو الجدل تكون قد ظهرت فى هذا الموضوع أو غيره , وإن وجدت فهى إنما كانت نتاجا لضيق الصدر من كثرة المحافل التى علا فيها الجدل فى كل القضايا , ورغم هذا أقول ما كان للصدر أن يضيق , والله المستعان


الأخ الفاضل خالد الشباطات ..
قلت فى ردك الأخير ..
قلت "بالنسبة للردود فأنا أحاول قدر الإمكان تجاهل ما لا يستحق الرد إما لبيان عواره بما لا يحتاج توضيحا أو تلك الردود التى تتميز بطابع الجدل
وذلك فى موازنة مطلوبة حتما بين الحوار وبين الجدل الخالى من المضمون لا سيما أن هناك من الردود ما يتسم بالشخنصة والفردية الشديدة فبدلا من مناقشة الأفكار يناقشون شخص كاتبها !!
فهذا ما لا يمكن أن أنزلق إليه دفاعا أو هجوما "
أو التي لا تستطيع الرد عليها ,وإذا لم يكن لديك الإستعداد للرد مع ما لا يناسب مزاجك و رأيك فلماذا تبدأ موضوعاً حوارياً أصلاً !؟
أنشد المبرد:
إذا تاه الصديق عليك كبراً ... فته كبراً على ذاك الصديق
فإيجاب الحقوق لغير راعٍ ... حقوقك رأس تضييع الحقوق
فأراك قد اعتبرتنى تكبرت عليك ,
فكان منك هذا الرد وهذا التحدى , فما رأيك لو رجعنا للأصل فى عمل السلف من ذلك .. أليس هذا أجدى وأنفع ..
فدع عنك المماراة بالعلم فهى منهى عنها أشد النهى , ولا أبرئ نفسي وأتهمك , ولكنى عاهدت نفسي عهدا ألا أطلب العلم لأربع خصال حذر منها السلف الصالح ,
أن يبارى به العلماء , وأن يماري به السفهاء أو أن يصرف به وجوه الناس إليه , أو أن يأتى به أبواب السلطان ..
وقديما كنت أطرب وأسعد بأمثال هذه المماحكات وأجد المتعة فى قبولها ولو على حساب الحق , وهذا بلا شك ضلال ما بعده ضلال
فدعنا من هذا احتراما لعظم الموضوع الذى نتحدث فيه أولا ,
وثانيا ــ وهو الأهم ــ أننا اتفقنا فى الأصل , والإختلاف بيننا ليس اختلافا فى المضمون أو العقيدة حتى يحل لنا التناظر والتناطح الذى يحل مع أصحاب المعتقد المخالف ,
ورحم الله الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه , كان قد نهى ولده حماد أشد النهى عن المناظرة , وعندما احتج عليه ولده بأنه هو نفسه ــ أبا حنيفة ــ له مناظرات شهيرة ..
قال له الإمام ( كنا نناظر وكأن على رءوسنا الطير مخافة أن يزل صاحبنا " يعنى المناظر المقابل له " , وأنتم تناظرون وتتمنون زلة صاحبكم , ومن أراد أن يزل صاحبه فقد أراد أن يكفر صاحبه , فقد كفر قبل أن يكفر ذلك الصاحب )
فنعوذ بالله تعالى من هذا كله ,
أقول لك هذا كنصيحة لى ولك وذلك رغم أن ردك الأخير ستجد عليه ردا مماثلا الآن يفنده ويثبت لك خطأ وجهة نظرك فى الإخوان , طالما أننا اتفقنا على المضمون وهو بدعية هذه الفرقة ..

نأتى الآن لمضمون ردك ..
والله إني أرى حقدك على جماعة الإخوان قد أعمى بصيرتك فضللت طريقك فتنكبت عن جادة الإنصاف
استخدام مفهوم الحقد هنا ليس له محل من الإعراب أيها الأخ الكريم ..
ولو أخذنا بوجهة نظرك لكان أئمة الإسلام عبر العصور حاقدون على الفرق البدعية التى هاجموها أشد الهجوم , ولكان مبعث كلامهم فيهم هو الحقد وليس هو الدفاع عن سنة المصطفي عليه الصلاة والسلام ,
فهل يمكنك أن تقبل هذا القول فى هؤلاء الأئمة يا ترى ؟!
لا سيما وأن أغلبهم بالغ كثيرا فى التصدى للمبتدعة وفرقهم شذر مذر ونهى عن معاملتهم أو مودتهم أو مناصرتهم هذا بخلاف اعتبار مناصرة أو تعضيد أو توقير صاحب البدعة هو هدم فى الإسلام ذاته ..

أين أنت من شيخ الإسلام ابن تيمية يقول وهو يتحدث عن طائفة الشيعة الإمامية : ( كثيراً منهم ليسوا منافقين ولا كفاراً، بل بعضهم له إيمان وعمل صالح، ومنهم من هو مخطئ يغفر له خطاياه، ومنهم من هو صاحب ذنب يرجى له مغفرة الله

سبحان الله !
وما الذى قال لك أننا نعارض مقولة شيخ الإسلام تلك ؟!
هو حكم صحيح بلا شك يشمل العوام من أتباع أى تيار بدعى , وهذه حقيقة بديهية , واستدلالك بها هنا لا محل له أيضا لأنها تثبت لك فى وجهة نظرك شيئا
لأنى لم أفند آراء ومعتقدات العوام بل تصديت للقيادات الإخوانية وسياستهم ومعتقداتهم التى يكفرون بها المسلمين ويستحلون بها دماءهم ..
أما العوام فحكمهم أنهم مضللون ولهذا السبب بالذات كانت أمثال هذه المواضيع التى توضح حقيقة الإخوان تذكيرا وتحذيرا من تلك المعتقدات
والأمر ليس صراعا شخصيا حتى مع قيادات الإخوان بشخوصهم , بل مع أفكارهم وحدها
وعلى هذا يكون استدلالك حجة عليك , لأن هؤلاء المغيبين يلزم لهم البيان والعمل على محاولة إخراجهم من كهنوت قادتهم , وهذا لن يتأتى إلا بنقد فكرهم الأساسي وبيان أنه لا علاقة له بصحيح السنة

لم يقل أحدٌ بالوقوف معهم في أخطاءهم في الحكم وعدم إنتقادهم , أما ألآن وقد سُلب الحكم منهم -من قِبل العلمانيين وليس من المنهج الإسلامي الصحيح الذي تدندن حوله- وقُتل من قُتل من أطفالهم وبناتهم وسُجن من سُجن بتهمٍ مضحكة - وأكرر من قِبل العلمانيين وليس من أمير المؤمنين !- فليس من المروءة
مرة أخرى عدنا لشخصنة الحوار ..
قلنا وكررنا أن الصراع هنا ليس صراعا مسلحا أو صراعا شخصيا حتى نحكمه بقواعد المروءة ,
هذا فضلا على أننى لم أهاجم الإخوان فى لحظات ضعفهم فقد بدأت وبدأ غيري فى نقد فكرهم قبل وبعد وصولهم للحكم ,
والأمر أمر دين فأنا لم أمسك لهم سلاحا فى مواجهتهم مستغلا ضعفهم المزعوم بل حاربت ضد أفكار التكفير والجهاد ضد المسلمين والجيش المصري وهى أفكار لا يزالون للآن يمارسونها ويطبقونها عمليا ولا زالت حوادث الإرهاب التى يرتكبونها على أنها جهاد فى سبيل الله تترامى إلى الأبصار والمسامع
وهذا تاريخهم أمامك منذ نشأة النظام الخاص فى أربعينيات القرن الماضي فاسأل نفسك أو سل التاريخ كم ضحية بريئة وكم طفلا وقع بسبب أفكارهم وممارستهم وكم أثخنوا فى المسلمين بحجة أن المجتمع كله على الكفر والجاهلية وأنهم وحدهم المسلمون ..
وارجع إلى تنظيم سيد قطب الذى انكشفت أبعاده فى عام 65 وكان ينوى تفجير القناطر الخيرية والقيام عدد من التفجيرات فى صراعه مع حكم العسكر غير آبه بما يصيب عامة الشعب , ومن عبادة سيد قطب خرجت التنظيمات الإرهابية فى السبعينات واستمرت أعمالها حتى منتصف التسعينات لتوقع مئات القتلى من أبرياء ليس لهم ذنب إلا أنهم وقعوا تحت شباك تفجيراتهم ورصاصاتهم ..
فقبل أن نعيب رد فعل الدولة علينا أن نسأل عن البادئ بالعدوان أولا وعن ممارساته ..

فقهاء المالكية أفتوا ببيعة الخوارج ضد العبيديين , على ما في الخوارج من عور
وهذه حجة عليك وليست لك أيضا ..
فالخوارج على ما بهم من عوار إلا أنهم أهل صدق لأن يكفرون مرتكب الكبيرة ولا يكذبون فى الغالب فإذا عاهدوا عهدا ففي الغالب لا ينقضونه
والعبيديون من الشيعة الإسماعيلية الفاجرة التى استحلت مصر حتى أجلاهم الله عنها وهم أهل تقية وكذب ونفاق ..
والإخوان فى فكرهم هم أقرب كثيرا للشيعة منهم للخوارج , وقد أثبت أوجه التشابه تلك فى بحث مفصل بعنوان ( نقاط التماس بين الفكر الشيعى والإخوانى ) لمن أراد الإستزادة فى ذلك
فالإخوان أهل تقية وكذب ونفاق ولم يصدقوا فى عهد قط منذ نشأتهم ,
وخطرهم وشرهم إذا قارناه بأى تيار بدعى آخر على الساحة من تيارات المعتزلة أو الصوفية مثلا فستجد أن الفارق ضخم بين الفريقين
فما لاقته الدعوة الإسلامية من جريرة أفعال الإخوان لم تلاقيه حتى على يد المستشرقين وحروب اليهود والنصاري , وانظر ماذا فعلوا بالدين والتدين عبر عام كامل من حكمهم , قاموا فيه بتنفير الناس حتى من الإنتساب للإسلام !
هذا بشأن جرمتهم بحق الدين , أما فى أحوال الدنيا فجريمتهم وإرهابهم لا زال قائما فى التاريخ والحاضر وشاهدا على ما تسببوا فيه
ووالله تكفي الإخوان جريمة واحدة بحق الإسلام والمسلمين , جريمة ربما لم ينتبه إليها الكثيرون ..
وهى أن الإخوان هم أصحاب قصب السبق فى ابتكار التنظيمات المسلحة التى تمارس الإرهاب باسم الدين فى العصر الحديث , فلم يسبقهم أحد إلى تلك الجناية وكافة الفرق الإرهابية والجماعات المسماة بالإسلامية فى أرجاء العالم إنما هى عيال على فكرة الإخوان فى هذا الشأن
وإليهم يرجع وزر وصم الإسلام بأنه دين الإرهاب ولولا أفعالهم وتنظيماتهم لما تمكن الغرب ومناصروه فى الداخل والخارج من الترويج لتلك الفكرة القميئة

الأمر الآخر الهام ..
أنه لا يوجد فى السنة أو إجماع العلماء شيئ إسمه مناصرة أى تيار بدعى أو الإنتصار له لأننا لو فعلنا ذلك مع الإخوان ــ مع اعترافنا بأنهم لا يمثلون الدين ــ لكانت مناصرتنا لهم اعترافا بالعكس , لأن نصرة الدين إنما تكون بنصرة الفريق الصحيح فإن لم يوجد فالحل هو الإنكار على الجميع العلمانيين والإخوان معا
أما أن نستمر فى مناصرة الإخوان تحت زعم الهجمة العلمانية فنحن بذلك نلعب لصالح العلمانيين فى الأصل لأن سيستغلون مناصرتنا للإخوان للتدليل على أن الدين الإسلامى هو ما قدمه الإخوان وأنصارهم وهذا يفيدهم أيما إفادة فى خدمة فكرتهم بإبعاد الدين عن نظام الحكم تحت زعم الإرهاب الذى يمثله الإخوان ..
أما لو فضحنا عوار هؤلاء المنتسبين زورا للسنة والدين وبينا حقيقة المعتقد الإسلامى بشموله وغناه وثرائه التشريعى الباهر وعدله المطلق فى التعامل مع كافة البشر فعندئذ يظهر للناس الفارق بين من يهاجمه العلمانيون باعتباره إرهابيا وبين ما ندعو إليه ويدعو كل صاحب فكر مستقل عن التنظيمات البدعية
كما أننا بذلك نكون قد اتبعنا سبيل الحق بغض النظر عن الفرق المتناحرة , فالحق يعرف أولا , ثم نعرف به الرجال وليس العكس
والعلاَمة أبو إسحاق الحويني كان يعلم حال الإخوان حين أفتى بالتصويت للإخوان في إنتخابات الرئاسة

أكمل استدلالك حتى لا تلبس على الناس
فالحوينى حفظه الله أفتى بذلك فى البداية قبل مطالعة تجربتهم فى الحكم
أما بعد ثورة يونيو فله خطبة مشهورة حمل فيها الإخوان مسئولية ما حدث واتهمهم بأنهم ليسوا أهلا لتمكين الله لهم وأن الله عز وجل أعطاهم الفرصة سنة , فلما لم يحسنوا سحبها منهم ..
هذا أولا ..
ثانيا ..
عندنا فى الفقه قاعدة أصولية تقول ( أقوال العلماء يستدل لها ولا يستدل بها )
ولو افترضنا أن أن الحوينى ثبت على موقفه فى مناصرة الإخوان ــ وهو لم يفعل ــ فليس فى هذا دليل ولا حجة
لسبب بسيط وهو أنها وجهة نظر تخالف السنة مخالفة صريحة ,
إذ أن مناصرة أصحاب البدع ليس لها محل فى التشريع على الإطلاق ,
ولست فى حاجة لتذكيرك بالنصوص المتضافرة فى السنة للتحذير من البدعة وأهلها حتى على مستوى حياة الأفراد وتعاملهم الشخصي مع بعضهم البعض
فما بالك بمناصرتهم فى الحكم وهو أطم وأعظم !!

وحتى رأى المالكية الذى استندت إليه رأى مردود بنصوص السنة , وقد ذكرتنى بموقف للإمام المبجل أحمد بن حنبل رضي الله عنه عندما قيل له أن عبد الله بن المبارك ــ وهو من هو علما وفقها ــ يري كتابة كتب أهل الرأى من علماء العراق ..
فقال الإمام أحمد ( ابن المبارك لم ينزل من السماء ونحن نأخذ ديننا من فوق )
وكما كررت من قبل لا يوجد فى السنة أو أقوال السلف شبهة دليل تبيح معاضدة تيار بدعى ولو ضد تيار بدعى آخر بل يكون الإنكار على الجميع والإنتصار لجانب السنة وحدها ..
"وذلك لأن العلمانيين وأضرابهم ليست لهم أرضية عند عوام الناس , ودوما ما يقابلون أفكارهم بالإستهجان والإنكار لأن الفطرة الإيمانية لدى العوام متوقدة " !!!
والله لو لم تقل إلا هذه لإثبات أنك تهرف بما لا تعرف لكفتك , عرفت في حياتي بعض العلمانيين بلحى
ويحملون شهادات الدكتوراة في الشريعة ويدرسون الشريعة في الجامعات ويخطبون لعوام المسلمين
في المساجد -وما تونس في عهد شين الهاربين عنا ببعيد- أما في مصر فهم أرسخ قدماً وأصلب عوداً
كيف لا وبعضهم يُدرس في الأزهر ومن أعلامهم محمد عبده الذي إلى الآن يُحتفى به وبفكره من قِبل عوام العلمانيين وخاصتهم .
بغض النظر عن اتهامك ..
إلا أن ردك لم يحتو دليلا ينقض ما قلناه ,
ولا زلت أقوله ..
لم يكن للعلمانية أرضية من أى نوع فى مصر قبل تجربة الإخوان , وبسبب تجربة الإخوان أصبح لهم محل وقبول عند بعض الناس ..
والدليل على ذلك أسطع وأقوى من أن تنكره , ذلك أن الإخوان والتيار الإسلامى كسبوا الإنتخابات بنجاح ساحق فى مجلس الشعب أى أن الناس صوتت بغالبية ساحقة ضد العلمانية التى بذلت أقصي جهدها لتنال أرضية فى الشارع فلم تستطع , وذلك لأن الفطرة الإيمانية للعوام فى مصر مجبولة على حب الدين وأهله
وعندما اكتفي الناس واكتشفوا شر الإخوان كانت الثورة العارمة ..
أما قولك بأن بعض العلمانيين لديهم لحى وبعضهم يوجد فى الأزهر ..
فهذا صحيح ..
وأنا لم أحصر التيار العلمانى فى اتجاه معين , وهؤلاء ينطبق عليهم ما ينطبق على سائر العلمانيين أنهم أصوات فاقعة بلا أى تأثير
وأراك ضربت المثل بالشيخ محمد عبده ,
ولكنك أغفلت رد فعل الأزهر عليه وعلى منهجه , فالذى تصدى لأفكار محمد عبده كان من داخل الأزهر وعلماء عصره هم من حاربوه وحاربوا إحياءه لفكر المعتزلة ..
كما أن العبد الفقير إلى الله لم يستشهد لك بمحمد عبده حتى تحتج به علىّ
فإننى قد كتبت عن الفكر المعتزلى لمحمد عبده فى كتابي ( شرح تلبيس إبليس ) وكيف أنه يخالف بمنهجه منهج العقيدة السلفية فى تقريره أن العقل مصدر من مصادر التشريع وحاكم على النصوص ..
كما أننى لم أبرئ كل من فى الأزهر بأفراده فردا فردا , فهذا لا يتأتى لأى محفل علمى أو أى تيار مهما كانت قوته وأعلميته ..
بدليل أن فى علماء الأزهر من هو من الإخوان , كما فيه من هو ميال لآراء المعتزلة وغيرهم
إنما كان حديثي عن الإتجاه العام والسائد , وعندما ضربت لك المثل على المنهج الذى أتبناه , مثلت لك بأستاذنا وشيخنا الدكتور محمد الشحات الجندى
فلو أنك طالعت كتابه ( مقاصد الشريعة وتجديد الدنيا بالدين ) أو طالعت حوارته ومقالاته لوجدته كشف عوار الإخوان وجنايتهم على الدين فى نفس الوقت الذى رد فيه على أصحاب المنهج العلمانى ومناصري القانون الوضعى عن طريق إيضاح مدى اتساع علم مقاصد الشريعة للتجديد الفقهى ونبذ الجمود ومدى مناسبة التشريع الإسلامى لكل عصر
هؤلاء هم الدعاة والعلماء المعول عليهم أيها الأخ الكريم وليسوا أولئك الذين اشتروا المناصب بشعارات الدين ثم لما حكموا ما رأينا دلالة واحدة تنبئ عن أى إصلاح دينى أو دنيوى بناء على الشريعة

قلت "والسلفيون بصفة خاصة عندما ظهرت منهم انتهازية غير مسبوقة منذ ركوبهم على ثورة يناير التى كفروها فى البداية ولم يشاركوا فيها ودعموا الظلم والظلمة مستغلين آيات القرآن والأحاديث"
يا عميد المثقفين عن أي سلفية تتحدث ؟! الجامية أم العلمية الدعوية أم الجهادية أم السرورية ؟!
فإذا قلت لا عنيت الجامية فقط -من أمثال أسامة القوصي- فبأي حق تعمم المصطلح الخاص على العام ؟!
وحينها لا والله ما استويا ولن يتلاقيا حتى تشيب مفارق الغربان
هذا من الجدل الممقوت والوقوف على الصغائر ..
فما يعنينى شيئ فى اختلاف المسميات لا سيما وأن معظمها ليست بتيار يستحق الإهتمام به أمثال السلفية الدعوة بالجامية ..
وأنا عنيت الجميع فى حديثي لأن السلفية بأشهر مدارسها فى الإسكندرية والقاهرة والدلتا كانت ضد الثورة , ولو أنك عدت لأى مصدر إخباري أو توثيقي لأحداث يناير ستجد أنهم جميعا وقفوا منها فى بدايتها موقف المعادى والمناصر لمبارك وما يسمونه بالإستقرار
ولم يشذ عن هذا الرأى إلا شخصيات محددة ونادرة أعطت رأيها بشكل شخصي حيث لم يلتزم أى تيار سلفي بالمشاركة فى الثورة
ثم بعد 11 فبراير ولما رحل مبارك خرج السلفيون وقفزوا لجنى المكاسب بمشاركة الإخوان وناصروا المجلس العسكري ضد الثوار وأنشئوا الأحزاب السياسية ــ التى كان يحرمونها من قبل ــ ودخلوا مجلس الشعب ــ وكانوا يحرمون ذلك من قبل ــ وتكلموا كأنهم من الثوار ناسين أو متناسين أن تناقض المواقف مع قرب زمن الأحداث لا شك سيظهرهم على حقيقتهم وأنهم طلاب دنيا

وإذا قلت عنيت الجميع فجئنا بالدليل

الدليل أسلفته لك فى السطور السابقة ومواقفهم مسجلة بالصوت والصورة حتى أنى أستغرب منك طلب الدليل عليها لذيوع شهرتها ..
وليس يصح فى الأذهان شيئ × إذا احتاج النهار إلى دليل ..
أليس كذلك ..
وحينها : زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً
أبشر بطول سلامة يا مربع
ها هو الرد التفصيلي على تعقيبك بغير حاجة للتحدى
فدع مربعا للفرزدق وكما أسلفت لك من قبل , نحن نتمنى لك وللكافة السلامة ولا نتمنى الشر لأحد ..
والله الهادى إلى سواء السبيل