الموضوع
:
ديوان / محمد حسن فقي
عرض مشاركة واحدة
10-28-2013, 03:03 AM
المشاركة
3
عماد تريسي
من ملوك الأدب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Mar 2008
رقم العضوية :
4597
المشاركات:
556
.
اسْمِعيني - لا أَسْمَعَ الله أُذْنَيْكِ=حديثَ الصِّبا. ونَجْوى الشَّباب!
يَوْمَ كُنَّا طيرين نمرح في=العُشِّ.. ثمالى من خَمْرةٍ ورُضابِ!
يَوْمَ كنَّا عَفَّيْنِ ما نَعْرفُ العِهْرَ=ونُفْضي عَمَّا وراءَ الثِّيابِ!
لا نُبالي بالقَوْلِ يَجْرَحُ..=والنَّظْرَةِ تُدْمِي. ولا بِسُوءِ الحِساب!
فَلَنا مِن رَفارِفِ الطُّهْرِ مأوى=ليس يَخْشى نَقاؤُه من عِقابِ!
وتعالى العُواءُ حَوْلي فما ارْتَعْتُ=ولا أَنْتِ مِن عُواءِ الذّئابِ!
كيف يَرْتاعُ عاشِقانِ=طَهُورانِ بَرِيئانِ مِن خَنًى ومَعابِ؟!
هكذا هكذا دَرَجْنا على=الحُبِّ خَلِيّاً من شِقْوةٍ وعَذابِ!
وتَخيَّلْتُ أَنَّني العاشقُ الفَرْدُ=وأَنّي أختْالُ فَوْق السّحابِ!
وتَبَدَّيْتِ لي حصاناً رَزَاناً=فهي ماءٌ.. وغَيْرُها من سرابِ!
كَمَلاكٍ مِن الفرادِيسِ لا=عَيْبَ به غَيْرُ فِتْنَةِ الألْبابِ!
والورى حَوْلَه نِشاوى=فمن حُسْنٍ وَضِيءٍ: ومن عَبِيرِ مَلابِ!
وتَخَيَّرتِني فلاقيتِ مِنِّي=غيْرَ ذي مَخْلَبٍ.. وذي أَنْيابِ..
غَيْرَ ذي شَهْوةٍ يَطِيحُ بها=الجِسْمُ عَشِيقاً مُزَعْزِعاً.. للتُّرابِ!
هو قَلْبٌ من الحنانِ رقيقٌ=وهو عَقْلٌ مُلاَلِىءً كالشِّهابِ!
واسْتَويْنا نِدَّيْنِ يَحْسِدُنا الخَلْقُ=فمن واثِقٍ.. ومن مُرْتابِ!
فَحَسِبْنا. والأَمْرُ غَيْرُ الذي نَحْسبُ=والعيشُ كلُّه ذُو اضْطِرابِ!
أنَّ هذا الهوى سيمْتَدُّ مُخْضَراً=مدى عُمْرِنا.. مدى الأحقابِ!
يا لها من سذاجةٍ وغباءٍ=هَوَّنا بالكِذابِ كلَّ الصِّعابَ!
وأنا دُونَكِ الأحْمقُ الغِرُّ=فقد كنْتِ نِقْمةً في إِهاب!
نِقْمةً تَخْتَفي وَراءَ حِجابٍ=هو أَعْتى من الصُّخُورِ الصِّلابِ!
يا لَرُوحي مِمَّا اعْتَرَاها من الغَفْلةِ=دَهْراً.. ويا له من عُجابِ!
ضَرَّجَتْني لكنَّها أَنقْذتني=من خِداعٍ مَضَلِّلٍ.. وكِذابِ!
ربَّما كان خَيْرُنا في عَذابٍ=مُنْضج. صارِفٍ عن الأَوْشابِ!
وأراني أَراهُ يعد تماديَّ سِفاهاً=وبعد فَصْلِ الخِطابِ!
واضِحاً.. واضِحاً.. جَلِيّاً .. جَلِيّاً=في كِليْنا من رِفْعَةٍ وتَبابِ!
لم تَعُودِي يا بُلْبُلي الصَّادِحَ=بالمَطْرِباتِ.. غَيْرَ غُرابِ!
فارْقُبي يَوْمَكِ وقُولي=يا لَنَفْسي من وَحْشَةٍ وخَرابِ!
كيف يَحْبو وما لَهُ من سناءٍ=يَتَصَبَّى.. وما لَهُ مِن رِحابِ؟!
فَلَعلَّ المتابَ كفَّارَةُ العُمْرِ=ورَضْوى تِلكَ القُلوبِ الغِضابِ!
هل تُطيِقينه؟ عَسى أن تُطِيقيهِ=وأَن تَدْخُلي إلى المِحْرابِ
.
.
.
لأنَّ
الحزن
هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !
فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار
جرحٍ
آخر .
.....
رد مع الإقتباس