الموضوع: قصاصات ملونة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-26-2013, 05:20 PM
المشاركة 66
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وتضوى مصابيح القطار مثل علامات نارية والقطار يغوص فى قلب الليل، وتمر الأيام ويجىء يوم،
وينظر الإنسان داخل نفسه وداخل القطار وخارجه، فيرى نفسه غريباً يركب قطاراً غريباً، يجرى به وسط كون غريب،
ثمة فراغ لانهائى يفتقر إلى المعنى، وتنخلع عن الأشياء معانيها كالأقنعة وتتبدى ملامح العبث.. فجأة يملؤنا إدراك أننا ركبنا القطار الخطأ..
ومع صدمة الاكتشاف ويقظة الوعى وأحزان الوحدة يفكر الإنسان أن يقفز من القطار،
ويخرج إلى السهوب والحقول حيث لغة النجوم وأسرارها المهموسة، ويبدو الليل خارج القطار مثل قفزة فى الظلام،
ونأنس لأنوار القطار ويدركنا التعقل، يسوق منطق الامان أسبابه، إذا لم يكن هذا هو قطارنا فنحن على الأقل نسافر فيه ونركبه..
ركبناه وانتهى الأمر.. تأخر الوقت على الاختيار أو فات، ونقول لأنفسنا: لننتظر ما تأتى به الأيام.. وهكذا نقف فى انتظار ما لا ندريه،
والانتظار رعب رعيب إذا كان انتظاراً لما لا نعرفه.



أحمد بهجت - تأملات فى عذوبة الكون


مودتي


.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....