عرض مشاركة واحدة
قديم 10-24-2013, 06:38 PM
المشاركة 10
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأخت الفضلي حنان عرفه ..
مرحبا بك وبمتابعتك ..

اسجل متابعة



وانتظر المزيد من الردود


بالنسبة للردود فأنا أحاول قدر الإمكان تجاهل ما لا يستحق الرد إما لبيان عواره بما لا يحتاج توضيحا أو تلك الردود التى تتميز بطابع الجدل
وذلك فى موازنة مطلوبة حتما بين الحوار وبين الجدل الخالى من المضمون لا سيما أن هناك من الردود ما يتسم بالشخنصة والفردية الشديدة فبدلا من مناقشة الأفكار يناقشون شخص كاتبها !!
فهذا ما لا يمكن أن أنزلق إليه دفاعا أو هجوما


يكفي هذا فكل مرة اقنع نفسي بعدم النقاش مع اخواني لانه مبرمج ولا يملك اي تفكير ولكني لا استطيع



فعفوا ياسادة

بالضبط ..
هذا ما أعنيه فمناصرو الإخوان على نوعين ,
نوع منتمى إليهم تنظيميا وهذا لا يحدث له تغيير بالحوار , إلا كان التغيير من داخل نفسه لأنه مفطور على التبرير للجماعة ويعيش فى وهم فكرة أنهم أهل الجماعة والأحق بها وبالتالى فمجرد الإنتماء للجماعة يكفل له الأفضلية على سائر المسلمين وفق أدبياتهم المعلنة ومعتقداتهم البدعية التى يتشاركون فيها مع كل فرقة مبتدعة خرجت على أهل السنة على مر التاريخ
والنوع الثانى من المؤيدين هم المنتمون إلى التيارات الإسلامية أو المتعاطفين معها وهؤلاء خلطوا بين الإنتماء للإسلام بمفهوم المسلم السنى وبين الإنتماء للتيارات التى تتاجر بالشعارات وحدها ..
وكلا الطرفين يتكلم من منظور متعال ومغرور فى العادة وليت أنه غرور على الحق بل إنه فى الأغلب الأحيان غرور مبنى على الجهالة ,,
فمثلا ما يثيره البعض من أن الإخوان فرقة بدعية بالفعل ولكن لا يجوز لنا كمسلمين منتمين لهذا الدين عقيدة وثقافة وفكرا , لا يجوز لنا مخاصمتهم أو إظهار عوار أفكارهم السوداء التى أودت بالمفهوم الإسلامى الصحيح طيلة تجربتهم فى الحكم , بل يدعون للوقوف فى صفهم تجاه ما يسمونه الهجمة العلمانية على مصر

وهؤلاء المغيبون لا يدركون أنهم جميعا ــ هم والإخوان ــ عبر تجربتهم السوداء خلال عام من الحكم قد مكنوا للعلمانيين فى مصر من أن يكون لهم موطئ قدم , ولولا تجربة الإسلاميين الضحلة من سائر تياراتهم لما تمكن العلمانيون من أخذ الفرصة السانحة للهجوم على الثوابت الإسلامية ..
فكان من المفترض ـــ من باب الحياء على الأقل ــ ألا يتكلموا مع أصحاب الفكر المستقل حول الهجمة العلمانية لأنهم ــ بفشلهم الذريع ــ كانوا هم الداعمين لهجمة العلمانية الموجودة , والدليل على ذلك أن صورة الإسلام وأحكامه وثوابته تعرضت خلال عام من حكم مرسي وتياراته إلى تشويه عجز العلمانيون عن إقناع الناس به طيلة مائة عام كاملة ,,
مائة عام كاملة منذ بداية الثقافة الأوربية فى مصر وتقنين القانون الوضعى والعلمانيون عاجزون عن الوصول بفكرهم المقيت إلى الشعب , وعندما تجار الدين من التيارات الإسلامية المختلفة للسياسة استبشر بهم الناس وأعطوهم الأغلبية الساحقة على كافة التيارات الأخرى ,
فكان ما كان من الجهل والفشل الذى منيت به تجربتهم عبر إعلامهم وسياستهم العقيمة وإلتزامهم بالمظهريات وابتعادهم بالدين عن صلب حياة الناس , كما قاتلوا لأجل الدنيا والحكم وتكوين ميلشيات إقتصادية تنافس الحزب الوطنى القديم للإستيلاء على كعكة السلطة كاملة , ثم مارسوا نكث الوعود والعهود على نحو وصل بالناس لكراهية كل ما يمت للإسلاميين بصلة ..
ووجد العلمانيون الفرصة سانحة لهم فانطلقوا فى هجمات منظمة على الإسلام تشخيصا فى الإسلاميين , وهذا وإن لم يؤثر فى جموع الشعب التى تعرف الفارق بين المظهرية وبين التدين الحقيقي , إلا أنه لا شك قد أثر فى الشباب وبدأت العقائد تهتز إذ رأوا أمامهم النموذج الإسلامى منفرا من كل شيئ فى الدين والدنيا ..
والسلفيون بصفة خاصة عندما ظهرت منهم انتهازية غير مسبوقة منذ ركوبهم على ثورة يناير التى كفروها فى البداية ولم يشاركوا فيها ودعموا الظلم والظلمة مستغلين آيات القرآن والأحاديث , عادوا فتبرءوا من فتاويهم ودخلوا المجال السياسي الذى حرموه من قبل وفى ممارستهم العملية للسياسة ظهرت منهم آيات النفاق عمليا , وكان أبسطها خضوعهم وتفاوضهم المريب وترحيبهم بالحوار مع القوى الغربية فى نفس الوقت الذى ملئوا فيه الدنيا ضجيجا حول معاملة المسيحين فى مصر وحرموا تنهئتهم أو ودهم أو التعامل معهم , فى نفس الوقت الذى لم يخجلوا فيه من التعامل مع الكفار المحاربين من الأمريكيين والأوربيين طمعا فى السلطة وطمعا فى أن يكونوا النموذج البديل للإخوان
وظهرت تلك الإنتهازية فى اختلافهم مع الإخوان حول كعكعة المناصب وهو الصراع الذى حاز سخرية الناس وأظهر لهم حقيقة ما يدعيه هؤلاء القوم !

والآن ..
ظهروا ينعون على مهاجمى الإخوان هجومهم وبيان عوار تجربتهم تحت زعم الهجمة العلمانية ــ رغم أنهم هم من تسببوا فيها ــ وكان حجتهم غريبة وعجيبة تنبئ بحق على أنهم سلفيون بالإسم فقط ولا علاقة لهم بالسلف الصالح الذى نتلقي منهم أبجديات مواجهة الفكر المضاد للسنة
فهم يعترفون أن الإخوان مبتدعة , ومع ذلك يطلبون عدم مهاجمتهم حتى لا يشمت العلمانيون أو يستغلوا الفرصة فى فرض سيطرتهم , وقد غاب عنهم عدة حقائق وعدة ثوابت منها :
أولا : أن الإسلام لا يمكن أن نناصره بالبدعة ومناصرة الأفكار المبتدعة , فطالما أنكم أقررتم بأن الإخوان فرقة مبتدعة فلا يجوز بأى حال السكوت عنهم وعن أفعالهم تحت زعم أن العلمانيين سيستغلون الفرصة , لأن المواجهة يجب أن تكون فى حق الإثنين معا , فالأول متطرف مبتدع , والثانى متهاون مرتجع عن الشريعة ,
وقد كان سلف الأمة من الأئمة الكبار كأبي حنيفة والشافعى وأحمد بن حنبل وابن تيمية وابن الجوزى وابن حزم , لا يفرقون فى الهجوم بين الفرق المبتدعة كالخوارج والشيعة , وبين الفرق الفلسفية كالمعتزلة والفلاسفة والملاحدة والقدرية والجهمية , وهؤلاء هم من ورث العلمانيون المعاصرون أفكارهم الحالية ..
فكان الأئمة يصنفون الكتب والردود على النوعين معا , على المتشددين والمبتدعة , وعلى أصحاب الفكر المعتزلى والجهمى والفلسفي ..
والأمثلة أكثر من أن تؤذن بحصر فى هذا الصدد ..
فأبو حنيفة واجه الملاحدة وألزمهم فى مناظرات شهيرة , وكانت له جولات أيضا فى نفس الوقت مع الخوارج ..
وابن تيمية صنف منهاج السنة فى الرد على الشيعة كما صنف ( درء تعارض العقل والنقل ) فى مواجهة الملاحدة والفلاسفة , وفى نفس الوقت
وابن الجوزى وابن حزم صنفوا كتب الفرق فى الرد على أصحابها بالجملة , فكان كتاب تلبيس إبليس لابن الجوزى محتويا ردوده على الجميع , وكذلك ابن حزم عندما صنف ( الفصل فى الملل والأهواء والنحل ) لم يقصرها على المبتدعة بل أفرد فيها الفصول للرد على المعتزلة والملاحدة
ولم يخرج أحد فى زمان هؤلاء الأعلام يقول لهم توقفوا عن الرد على الخوارج والشيعة واتركوهم لكى لا يستغلها المعتزلة والملاحدة ..

ثانيا : لا يمكن لعاقل أن يقول عن مهاجمتنا للإخوان أنها تعنى بالضرورة الوقوف فى صف العلمانيين !!
فما أبعد الأساس الذى ننطلق منه فى بيان عوار أفكار الإخوان , والأساس الذى ينطلق منه العلمانيون ,
فنحن وغيرنا من نقاد الإخوان إنما ننطلق من أرضية الإسلام والسنة , والعلمانيون ينطلقون من معيار هدم القرآن والسنة ! فكيف تتلاقي الطرق بين الجانبين
هذا فضلا على أن مهاجمى الإخوان من أصحاب الفكر الإسلامى المستقل هم أنفسهم أشرس الناس فى مواجهة العلمانية بطبيعة الحال , ولولا أننى لا أريد لنفسي الإنزلاق إلى شخصنة الحوار لضربت من الأمثلة ما يكفي تدليلا على ذلك
ولكن أكتفي بضرب الأمثلة على غيري مثل ثروت الخرباوى وسامح عيد وكمال الهلباوى ومختار نوح وكلها شخصيات كانت منضمة للإخوان دعويا وعندما انحرف مسارهم انشقوا عنهم , لكنهم ما انشقوا عن مرجعيتهم الإسلامية
وعلماء مثل الدكتور الشحات الجندى وغيره من علماء الأزهر هاجموا ويهاجمون بدعية الإخوان , ولهم سابقتهم أيضا فى التصدى للعلمانية , فهل يمكن أن يقال بعد ذلك أن هؤلاء العلماء والمفكرين يقفون مع العلمانية فى خندق واحد ! أو أنهم شخصيات ليست ذات مرجعية إسلامية !!
ثالثا : البدعة عندنا أخطر وأشد أثرا وأحوج للبيان من كفر الملاحدة والعلمانيين ,
وذلك لأن العلمانيين وأضرابهم ليست لهم أرضية عند عوام الناس , ودوما ما يقابلون أفكارهم بالإستهجان والإنكار لأن الفطرة الإيمانية لدى العوام متوقدة , بينما المبتدعة خطرهم أشد لأنهم يتدثرون بالدين والناس تجد نفسها منساقة وراء كل مدعى إذا تدثر بالدين , ولهذا يكثر أتباع المبتدعة بأضعاف أضعاف فرق الفلاسفة والعلمانيين
ولولا تجربة الإسلامية المخزية فى الحكم لما كان للعلمانيين موطئ قدم فى قلب أى شخص , لكنهم استغلوا أعمال المبتدعة لرفض الدين كله وتهوين شأنه فى الحكم والسياسة ولدعوة الناس إلى الفصل بين الدين والسياسة تحت تأثير تجربة الإخوان المريرة
والدليل على ذلك أن الناس انتخبت الإخوان والسلفيين بشكل ساحق فى بداية تجربتهم , ورفضوا دعاة العلمانية رغم امتلاكهم منابر الإعلام طيلة مائة عام , لكنهم كما قلت كانوا يؤذنون فى مالطة ولا يتبعهم أحد ..
فالحل لمواجهة الهجمة العلمانية ليس هو مناصرة الإخوان أو السكوت عنهم أو التماس الأعذار لفشلهم , وإنما الحل فى بيان وتفصيل أن هؤلاء الناس ليسوا على السنة بل هم مبتدعة ولا علاقة لهم بصحيح الدين
وأن الشريعة الإسلامية فى تنظيم الحكم بريئة من كل أفعال الإخوان الذين لم يتخذوا خطوة واحدة من شعاراتهم السابقة التى تاجروا بها ,
وعندما ينكشف الفارق أمام الناس سيتمكنون هم بأنفسهم من الرد على هجمات العلمانية عندما يتخذون تجربة الإخوان مطية لمهاجمة الدين فيكون الرد أن هؤلاء ليسوا من أصحاب الإسلام والسنة وأن الشريعة ليست هى ما قدمه الإخوان , ولن يتم ذلك إلا بجهود المفكرين والعلماء فى بيان عوار فكرة التنظيمات المبتدعة التى تقسم أبناء الدين الواحد وتكفر الكافة انتصارا لفصائلها ..
فالجهد المطلوب الآن من علماء الأزهر بالتحديد ومن دارسي الشريعة الإسلامية وأصول الفقه فى كليات الحقوق ودار العلوم هى إبراز المنهاج الإسلامى وتنقيته من شوائب الإخوان وشطحات السلفيين وتقديمه للناس فى صورته البيضاء النقية التى قدمها النبي عليه الصلاة والسلام ...

والله المستعان