الموضوع: المشهد المصري
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2013, 11:13 AM
المشاركة 31
أحمد إبراهيم عبد العظيم
مُـفكـر وأديب مصـري
  • غير موجود
افتراضي
8 / الميدان الثالث

عند الحديث عن المشهد المصري بكل تعقيداته يدفعنا التساؤل ..من المسئول عن الحدث ؟ ويتصدر المشهد أيضاً سؤال آخر يلازمه .. كيف الخروج من الأزمة ؟

المسؤولية تقع بين الإخوان والقيادة العسكرية إضافة لأذناب النظام الفاسد المتوغل منذ عقود , فالمسئول الأول هم الإخوان بفشلهم وسياستهم وتعنتهم وحمق الخطاب والتصرف والمسئول الثاني .. القيادة الانقلابية التي لم تصنع أو تحاول تفعيل الحلول السلمية طامعةً في الهيمنة على السلطة والمسئول الأخير هم الفاسدون في النظام البائد الذين توغلوا وعاثوا ورعوا ونموا مدافعين عن طبيعتهم و ثرواتهم ويمكن إضافة مسئولون كُثر من الجهلة والغوغاء وآخرون في الداخل والخارج....

لكن هل من سبيل للخروج أم ستبقى الطواحين تُبيد الحلول وتُمزق عُرى المستقبل ؟
..
صناعة ميدان ثالث تنتهي دوماً بالفشل وهي تواجه الاتهام بالأخونة , تلك التهمة المعلبة التي تجعلهم يستبيحون حريتك ومالك وكل حياتك دون شفقة أو رحمة فإن لم تكن معهم فأنت أكيد ضدهم .. فعلا المشهد مأساوي فالميدان الثالث يصطدم بحائط عريض وانسداد فكري بخارطة طريق رسمها الانقلاب آمراً بعدم الانحراف عنها وهو يعدل خطواتنا آلاف المرات وفقا لقوته وعقيدته فيجب أن نمشي تبعاً لهواه على حد السيف ونرقص على الحبل ونغني "تسلم الأيادي " , معصوبين العينين مذبوحين الإرادة فنحن لا نملك إلا خيار الركوع تحت مظلة الأمر والطاعة.

وعلى الجانب الأخر هناك طرف لا نرغبه يناضل ويدافع عن أفكار بعضها أو أغلبها نتوافق معه فيها هم "الإخوان" لكن فشلهم وسياستهم بل رجعوهم لسدة الحكم يعد أمر مرفوض هو أيضاً.
..
فكيف السبيل وأين المخرج؟! هل ستندفع مصر العظيمة مرة أخرى في هذيان ٍتنضوي تحت جناح الحكم العسكري وهي التي آلمت وتوجعت منه لعقود حين كان العالم حولها يسير بخطى النور يشيع بالنمو والتطور والحداثة والرقي وهي كانت تتأرجح أميال نحو الخلف.
بلد الحضارة والتاريخ هل توقفت ساعتها بخنجر الانقلاب الذي طعن جنين الديمقراطية في أحشائها وقتل إرادتها في مهدها وأعلن الحرب على أنفاسها متحكما في ثمرها وينعها والبعض منها يرى مستمرأً عطب الكلام وعصى الجاني.

لا أحد منا يملك الحقيقة المطلقة ولا يعلم الغيب إلا الله عز وجل , لكن لا يجب أن نخوض معهم بأي حال ونشاركهم الجريمة تجاه أنفسنا ووطننا و نبسط أميال من الفرقة هرباً من الحقيقة ونستتر بأفاق العتمة ونحمل الانقلاب على الأعناق ..و الخداع والأكاذيب والضلالات تسير خلفنا تزفنا نحو الهاوية.
يجب أن نتصادق مع الحقيقة ونرفع الشوش ونجعل الفكر عصي ألا نتشرنق على ما يوحى إلينا ولا نقتات على مخزون معلومات شحيحة ورتيبة انتهى تاريخها منذ زمن وأصابها عفن الكذب وفطر الضلال وبكتيريا الكسل وسرطان الجهل.



اللهم أحفظ مصر وسائر بلاد المسلمين