عرض مشاركة واحدة
قديم 10-15-2013, 10:15 PM
المشاركة 7
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

المطر غزير والسماء تزمجر رعدا وبرقا
انطلاقة فعلية و قوية للنص ، حين تضع الطفل في هذا الظرف تعرف تماما حالته النفسية ، بين خوف من الرعود التي تؤذي سمعه وبين برق يتخطف بصره ، ناهيك عن مطر غزير يشل الحركة و ضوضاء تزمزجر السكون .
إن كان ظرف كهذا قاس على الطفل ويحتاج إلى حضن أمه و سقف بيت يحميه وركن شديد يأوي إليه ، فما بالك بما توحي به الجملة الموالية التي تزيد المشهد رعبا .
هنا يظهر الرعد صاغرا أما هول الحقيقة ، على الأقل الرعد والبرق شبيه بوعيد و عيون محمرة لا تصل إلى حد الضرب ، والذبح والسلخ والموت ، فالكاتبة هنا صعدت من الموقف بقوة بذكر تعالي أصوات الرصاص و دوي المدافع ، لتشعر القارئ بأن الخطر أصبح قاب قوسين أو أدنى ، بل أطلقت صفارات إنذار لأن الخطر على الأبواب ، ولا يبتعد غير أمتار معدودات حيث تنتصب آلات القتل على أطراف المخيم حصارا لأهله و استعدادا لإبادتهم .
كلمة المخيم وحدها حمولتها هنا أقوى ، تعبير عن تهجير ، عن لجوء ، عن ضياع مسقط الرأس ، عن نوع من التشرد ، عن حالة غير مستقره ، فوجود الآليات العسكرية والحصار ، وصوت الرصاص ، هو إيقاظ لحمولة الماضي بكل مآسيه .
كلمة الحرب تزيد تعظيم الخوف فهنا دمار و موت و جراح ومآسي لا حد لها و لا حصر .
في ظرف كهذا خرج بطل النص مع بعض شباب المخيم بصدورهم العارية ، إيمانا منهم أن الدفاع عن النفس والعرض والوطن أمانة لا تحتاج إلى جيش مدجج بكل أنواع الأسلحة لإنجازها ، بل قوة عزيمة وإصرار على الوجود .



يتبع
[tabletext="width:70%;"]

وقفت طويلا أحدق في حروفي المسطورة بدم الواقع المرير
بحكايا لمشهد من المشاهد اليومية
واطلاق النار الكثيف بعبثية جنود هنا وهناك
والآلآت توحي بان الحرب وشيكة
وان القوة الأخرى تفوقها عدة وعتاد
هم تسلحوا بالرصاص بالمدافع
بالدبابات التي تحطم كل شيئ
أما شبابنا فقد تسلحوا بالصبر والايمان
فما بالك من مواطن جعلت منه الظروف أن يسكن في المخيمات
ان يعيش حياة تختلف عن حياته السابقة
الا الخروج والتصدى لهؤلاء الطغاة
وتبقى حكايا المخيم
سلسلة لحكايات الكان

الأديب القدير ياسر علي
صدقا جزيل الشكر والامتنان على وقوفك على هذه القصة
وتحليلك الرائع الذي أضاف عمقا أدبيا أخر
وفي انتظار ال يتبع

تقديري
[/tabletext]

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....