عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2013, 04:14 PM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


المطر غزير والسماء تزمجر رعدا وبرقا
انطلاقة فعلية و قوية للنص ، حين تضع الطفل في هذا الظرف تعرف تماما حالته النفسية ، بين خوف من الرعود التي تؤذي سمعه وبين برق يتخطف بصره ، ناهيك عن مطر غزير يشل الحركة و ضوضاء تزمزجر السكون .
إن كان ظرف كهذا قاس على الطفل ويحتاج إلى حضن أمه و سقف بيت يحميه وركن شديد يأوي إليه ، فما بالك بما توحي به الجملة الموالية التي تزيد المشهد رعبا .
هنا يظهر الرعد صاغرا أما هول الحقيقة ، على الأقل الرعد والبرق شبيه بوعيد و عيون محمرة لا تصل إلى حد الضرب ، والذبح والسلخ والموت ، فالكاتبة هنا صعدت من الموقف بقوة بذكر تعالي أصوات الرصاص و دوي المدافع ، لتشعر القارئ بأن الخطر أصبح قاب قوسين أو أدنى ، بل أطلقت صفارات إنذار لأن الخطر على الأبواب ، ولا يبتعد غير أمتار معدودات حيث تنتصب آلات القتل على أطراف المخيم حصارا لأهله و استعدادا لإبادتهم .
كلمة المخيم وحدها حمولتها هنا أقوى ، تعبير عن تهجير ، عن لجوء ، عن ضياع مسقط الرأس ، عن نوع من التشرد ، عن حالة غير مستقره ، فوجود الآليات العسكرية والحصار ، وصوت الرصاص ، هو إيقاظ لحمولة الماضي بكل مآسيه .
كلمة الحرب تزيد تعظيم الخوف فهنا دمار و موت و جراح ومآسي لا حد لها و لا حصر .
في ظرف كهذا خرج بطل النص مع بعض شباب المخيم بصدورهم العارية ، إيمانا منهم أن الدفاع عن النفس والعرض والوطن أمانة لا تحتاج إلى جيش مدجج بكل أنواع الأسلحة لإنجازها ، بل قوة عزيمة وإصرار على الوجود .



يتبع