عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2013, 11:14 PM
المشاركة 13
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله

موضوع المرأة و الأسرة سيقى حيا و ستتجاذبه الآرلاء التي لا تخلو من الصواب من الطرفين على الاقل وفق القاعدة التي ينطلق منها الإثنان في بناء الموقف .
إذا انطلقنا من معيار الأعراف التي حكمت على المرأة بنوع من السير تحت مظلة الرجل ، حيث أنه تبقى كل حقوقها مرهونة بمزاجية الرجل ، فنجدها هي الحبيبة التي تلبي على ذائقة الرجل ، وهي الخادمة التي تهيئ اسباب الراحة له من مطعم وملبس و نظافة وترتيب البيت وحتى بعض الأعمال التكميلية و خاصة في الوسط القروي ، ويبقى الرجل هو الحاكم و هو الآمر والناهي وهي التي يجب عليها الرضوخ والامتثال وإظهار نوع من الارتياح لهذه القرارات و وتزيينها .
إذا انطلقنا من معيار الحقوق وجدنا أن المرأة عليها واجبات ولها حقوق وفق عقد أسري غير مكتوب تماما كما هو الحال بالنسبة للرجل فنجد الأسرة نظام تشاركي كل فيه يتعاون من أجل مصلحة الأسرة و تصاغ فيه الأهداف والقرارات بصيغة تشاركية بين الزوجين و كذلك إشراك الأطفال .
أسرنا أجدها توجد بين المعيارين و تعيش ذلك التحول من النظام المبني على الأعراف و النظام الجديد المبني على الحقوق ، عند التطبيق يصعب تقبل هذا التجديد بكل سهولة من جهة فالوعي رغم ضآلته لا يتحكم في السلوك ، فقد تجد رجلا مؤمنا بجل حقوق المرأة لكن عند التطبيق تسيطر عليه الأعراف ، لأن التحول يحتاج دوما إلى فترة طويلة لاكتساب السلوكات الجديدة ، و تعطيل تلك التي نشأ عليها الفرد .
خروج المرأة إلى العمل هو بالضبط ما جعل الأمر تظهر حدته ، فهي نوعا ما حققت قدرا من الاستقلالية المالية و لها الحق في التدخل في صنع القرار وفق المنطق الاقتصادي ، فالمشارك في المشروع هو بالضرورة صاحب قرار . كما أن العمل خارج البيت فرض واقعا مغايرا في البيت من الناحية الزمنية تقلصت المدة المخصصة للأعمال المنزلية و حدث فراغ وخلل في النظام العام ، و الوقت المتبقي لها يستحيل تقسيمه على مجمل الوظائف الأخرى ما لم تلقى تعاونا و تفهما من طرف الزوج وباقي أفراد الأسرة .

أظن أن التمدن لها ضريبته فبقدرما هو مرغوب من قبل الجميع ، أحيانا نجد أنفسنا عاجزين على تقبل بعض مظاهره ، لكن أجد أنه بنسبة الستين بالمئة وأكثر في الشباب الجديد انخرط فعليا في الحياة المعاصرة و بدأت الأسر تدبر من المنلطق الحقوقي والتشاركي .

تبقى هناك نقطة أخرى أود الإشارة إليها ، فبقدرما تبقت بعض جيوب المقاومة المناصرين للطبعة المعتمدة على الأعراف ، يوجد صنف لا يقيس الأمور بميزان العقل و يشجع المرأة على التمرد والمطالبة بأكثر مما هو ممكن ، بل أحيانا تهدم البيوت لأسباب تافهة ، ونكون هنا بصدد تفكك أسري له من السلبات الشيء الكثير .


هذه مشاركتي في هذا الموضوع الذي يستحق الكثير من الدراسات لتوضيح الصورة العامة و البحث عن السبل التي يمكن انتهاجها لحفظ المرأة والرجل من الوقوع في صراع يغتال ألفة و حبا طبعا عليه .