عرض مشاركة واحدة
قديم 09-29-2013, 10:33 PM
المشاركة 3
حمود الروقي
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[justify]هي ثورة الربيع العـربي ولكن في فصل الخـريف ..!

وتتساقـط النــاس بين قتـلى وجـرحــى يمنـة ويــسرة على الأرصـفـة وفي الميـاديـن ، القاتـل والمقـتول من الشعــب ..

هذه المـرة تحرّك السودانيون ضـد حكومـة الإنقـاذ الوطـني التي قـادها عميـد الجيـش عمـر البشـير والذي أطـاح بحكومة مُنتخبة عام 1989 م تقـريبـًا ؛ ليعلـن مع الزعمـاء العـرب في عصـره والعصـر الذي يـليـه أنه لا وجـود للديمقـراطيـة فـي بـلاد الشعـب العـربي ..

يختلـف المتعاطون مع هذه الثـورات في تحديـد المسمى الحـقـيقي لهـا ، هـل هي وعـي الشعـوب ورفضها للاستـبداد ، أم أنّ ما يحـدث فـورة دم عـربي يستجمع كـ ورم ؛ لِـينفجر في كـل مكـان وينزف من ينزف ويموت ومن يمــوت ، وتبقى الدولـة العـربية في صـراع الأقوى من القـيادات التـي تتحرّك مع الجماهـير ، ويكثـر الكـلام والتصـريحات والوعـود ، وينفـلت الأمن ، وتـعـمّ الفوضـى وتحـدث اللعـنة من الأقويـاء على الضعـفـاء في مشهـد غـاب عـنه التخطيـط التنموي والفكـر الإصـلاحي الذي يجـب أن يبدأ من السـلطـة الحاكمـة النزيهــة التـي تغلـّب مصـلحة الشعـوب على مصـالحها الضيقـة ..
ما يحدث في السـودان مـسـلسـل دراما دموي كتـب قصته التونسيون ومثـّل أدواره الشـباب العـربي على مـسرح بعـض الدول العـربية ، وها نحـن ننتـظـر مواعـيـد وأمكنـة العـروض القادمـة ، في ظـل وجـود أحـزاب سـياسيـة وديـنيــة وعـرقيــة ومسـميات لم يـنزل الله بها من سـلطان ..

أخي العزيز والناقـد الكـبير أيوب صـابر ..

الحديـث يطـول ويتشعـب في الثـورات العـربية و " الشعـب يريد إسقاط النظـام " وهذا المطلـب الجمعـي الذي نسمـعه ولا نستطيـع قـياسه ، ومن نتائجه يحدث نقـيضه ؛ ليصبح النظـام يريد إسقاط الشعـب .. !!
كيف سيعيـش الشعـب العـربي فـي ظـل هذه الثـقـافة الثـورية إذا اعتبرنا سقـوط الأنظمة العـربية الحاليـة ، وأصـبح الشعـب هـو المقـرر لمصـيره ...؟!
هل ستنـجـح الدولـة التـي تلغـي من دسـتورها الأحـزاب السـياسـية ؛ حتى لا ينقـسم النـاس بتبعـيـتها لأحـزاب متعـددة ؟
ماذا يحدث لو رشـّحت المحكمـة الديـنيـة 100 شخـصـية من المثـقـفين وأصحـاب الحكمـة للانتخـابات الرئاسيـة ، وتـركت الاختيـار للشعـب بما يـراه أنسـب لقـيادة الدولـة بعيـدًا عن الأحزاب والمسـميات والانتماءات ؟

موضوعاتك الحوارية الثقـافية دائمـًا تستهوينا ، ونجـد بداخـلها مسـاحـة شاسعـة للرأي والرأي الآخر ، فتناولك للموضوعات الفكـرية يـسيـر وفـق القـراءات الناقــدة من حيـث تناول القضـايا بأسلـوب علـمـي مُبـيّـنـًًا ايجابياتهـا وسـلبياتها ..

شكـرًا جزيــلاً لفكـرك وقـلمك الذي يجـوب منابر ثـقافيـة ليختـزل لنا معنـى الثـقـافة ..
[/justify]