الموضوع
:
ملامح قديمة ... (ق.ق)
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
12
المشاهدات
7523
آية أحمد
من آل منابر ثقافية
المشاركات
777
+
التقييم
0.17
تاريخ التسجيل
Jan 2013
الاقامة
رقم العضوية
11851
09-29-2013, 05:19 PM
المشاركة
1
09-29-2013, 05:19 PM
المشاركة
1
Tweet
ملامح قديمة ... (ق.ق)
وقفت تنظر إليه بذهول... هذه الملامح القديمة لا تزال عالقةً في ذاكرتها كما اللّحظة ... كأنه لم يمرّ عليها خمس وعشرون سنة... أيعقل أنّ يد الزّمن لم تعبث بها إلى هذا الحدّ...
تحسّست خطوط العمر الممتدة على صفحة وجهها كما لو كانت تحصي سنواته، ثمّ مرّرت أناملها على بياض شرس غزا سواد شعرها بلا رحمة، مسترسلةً مع أفكارها التي غادرت لحظتها تلك لتستعيد لحظة أخرى تنكّرت لها الأيام وظلّ قلبها وفيّا لها...
في مكتبة الجامعة كانت أول نظرة، وعلى مدرّجاتها تكرّرت اللقاءات، وذات يوم قرّرت أن تسلّمه قلبها بين دفتي كتاب استعاره منها، وحين استعادت الكتاب ألفتْ قلبه متأبّطا قلبها مع وعد صارم بالزواج ...
لم تكن تدري أنّ الأيام تترصّد فرحتهما بعد التخرج، وحين اصطدما بواقع أكبر من أحلامهما التي بدت طفولية، كان من السهل على والدها رفض هذا الخاطب الفقير العاطل عن العمل... فقرّر الهجرة تاركا خلفه وعدا بالعودة...
كان صوته لا يزال يسري في وجدانها كموسيقى خالدة تطرب أيام انتظارها وتطيل نَفَس الصّبر فيها ... قال لها: ستكونين وحدك زوجة العمر، فانتظري عودتي أو خبر وفاتي إذا شاء القدر ذلك ... أعدك...
وبدتْ مستسلمة لذلك الصوت الذي عشقته كل ذرّة في كيانها، وحين انتبهت من شرودها وجدته يلحّ قائلا:
- سيدتي هل تسمعينني؟
نظرت إلى الواقف أمامها بعيون يقظة هذه المرّة، فيما واصل قائلا:
- هل أنت لمياء؟
- نعم
- جئتُ أبلغكِ خبر وفاة والدي كما أوصى...
انتهـــــى
آيـــــة أحمـــــد
27/09/2013
رد مع الإقتباس