عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2013, 01:33 AM
المشاركة 15
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ عمر
أسعد الله أوقاتكم بكل خير ،
سألني أحدهم لماذا تشغل نفسك بقضايا الغجر ، وأنت الذي كتبت عشرات المقالات حول قضايا الإدارة وبعض السياسة قلت: أما قضايا الإدارة فلا زلت أكتب فيها بين الفينة والأخرى ، وأما السياسة فإن البحث في قضايا الغجر قد يكون أحسن حالاً منها في أيامنا هذه على الأقل!!! بالرغم من أن الكتاب المهتمين بقضايا الثقافة والسياسة عليهم متابعة نشاطاتهم في هذه الأمور، لأن السياسة بالمحصلة وسيلة لتنوير الفكر العربي .
أما بشأن الغجر فلم أكن يوما مهتما بأخبارهم رغم معرفتي بهم منذ الصغر . فقد كنت أشاهدهم وهم يخيمون في بيوت من الخيش على بيادر قريتنا أيام الصيف يبيعون عدد تنقية القمح من الشوائب ( كرابيل ،غرابيل ... الخ) ويبيضون الأواني النحاسية ويتبادلون مع القرويين الخيول والحمير ...ويمارسون بعضا من الألعاب الترفيهية. إلى أن أتيحت لي مؤخراً قرصه زيارة معسكر للنازحين منهم في أطراف مدينة السويداء السورية بقصد مساعدتهم على تجاوز بعض من محنتهم ، فلم أجدهم يختلفون في أسلوب عيشهم عما جاورهم من نازحين آخر . وإن عرفت من جيرانهم ولعهم بالسرقة والمؤكد عليها في كافة المصادر التاريخية ،وهم يبررون ذلك بعدة مقولات بعضها يدعو للتأمل .
لكن قضية البغاء استوقفتني كثيرا ؛ فرغم ما يشاع من أساطير عن فسق الغجر، وامتهانهن للبغاء فإن الواقع قد يكون مغايراً بعض الشيء. فلم يرد في المصادر الأجنبية ( على سبيل المثال) رغم تحيزها الواضع ضدهم ، إلا النذر اليسير عن هذا الموضوع . ولهذا نعتقد أن عامل الفقر هو السبب في انتشار هذه الظاهرة التي أصبحت ثقافة عند بعض قبائلهم ، بخاصة التي تعيش في المنطقة العربية. كما أن الملاحظ أن هذه المهنة( إن صحت تسميتها) تتباين من بلد لآخر ضمن المنطقة ، تبعا لمستوى المعيشة ولثقافة الناس تجاههم، ما بين نبذ كبير أو تسامح معقول . خذ مثلاً أنه بعد الغزو الأمريكي للعراق الشقيق ،انتقل قسم من غجر جنوب العراق المعروفين بفقرهم الشديد، إلى أطراف بلدة جرمانا السورية ( قرب دمشق) وبدؤوا بالعمل في المقاهي والنوادي الليلية الواقعة على جنبات طريق مطار دمشق الدولي. وكانت بعض النسوة منهن يمارسن تجارة الجنس ، مع أن المنطقة لم تعرف هذه الظاهرة من قبل إلا قليلاً . من هنا يتضح لنا أن البغاء عند الغجر ليس ثقافة متأصلة في معتقداتهم ، بقدر ما هو وسيلة لقضاء حاجة .ما يؤيد هذا الرأي أن عشق الغجرية لغير زوجها أمر محرم ومعاقب عليه . كيف هذا؟ التفسير هو أن المرأة العاشقة ستحرم زوجها الكاسل وأسرتها من جزء من أتعابها لحساب عشيقها، وهذا ما لا يرضى به الزوج ولا الأسرة .
ومن يطلع على تقاليد الزواج عند الغجر يستهجن أن تمارس النساء - بعامة - مهنة البغاء. وعندما تتحسن أحوال الغجر ( إن رغبوا في ذلك) سيكون هذا طريقا لإعادة اندماجهم في مجتمعاتهم.
في المرة القادمة نتحدث عن الطهارة ( النظافة) عند الغجر.
مع فائق التحية والتقدير
صديقي الرائع.. حد الدهشة
أنت رجل تشتغل على ثيمة النبل الداعية إلى التأكد قبل التعميم
وهذا مايجعلني أنتمي لصداقتك، إضافة إلى أسلوبك الأنيق، الواضح الرصانة.
لكن..
للغجر أساليب وطرق ملتوية جداً، لايمكن التعرف عليها إلا من خلال المعايشة، غير المعضَّدة بقراءات سابقة.
وهذا مادعاني – رغم استهجاني لكل يومياتهم – إلى التعايش معهم، بغية الدراسة والبحث.
فوجدت مالايتخيله عقل، ويقبله نبيل.
فهم مؤمنون بالسحر، والدَجَل والترهات حد اللعنة.
ويمارسون أعمال سطو ونهب ودعارة ولواط، ومراباة لاحد لها.
أما بالنسبة لمعايشتك الشخصية.. فأحترمها جداً..
وأنتظر من جنابك الكريم ذكر حيثياتهم، واستقراءك كذلك.
ولكن..
عليك أن تضع نصب عينيك أن السويداء محافظة سورية، يقطنها أبناء أخوتنا الدروز.. وهي طائفة لها التزاماتها وتقاليدها، تجعل الغجري أن يحسب ألف حساب، قبل أن يُقدِم على فعل ما.
هذا أولاً..
وأولاً أيضاً..
أرجو تصحيح معلومتك، حول غجر العراق الذين وفدوا إلى سوريا التي احتضنتنا كأم رؤوم، ولها الفضل على كل العراقيين.
فإن أهلنا في الجنوب، هم من عشائر لها التزاماتها الأدبية والروجولية والثقافية، وهم من أصول العرب حَسَباً ونَسَبا.
لكن الذين وفدوا من ضمن الملايين التي نزحت إلى سوريا بعد الاحتلال، هم الغجر المتوزعين في كل محافظات العراق.
وهم من أساؤوا لسمعة العراق..
ومَثَلي بذلك نقطة اللبن التي تنسكب في إناء حليب.
أرجو أن لا تضع ردي هذا بميزان التحامل على هذه الفئة.. لأني رجل دراسة وتحقيق.. ولست ضد أو مع.
والله من وراء القصد.
محبتي وعظيم تقديري لك أيها الجميل.