عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
0

المشاهدات
2307
 
محمد حمدي غانم
أديب ومبرمج تقـني مصري

اوسمتي


محمد حمدي غانم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
531

+التقييم
0.11

تاريخ التسجيل
Oct 2011

الاقامة

رقم العضوية
10554
09-23-2013, 03:12 AM
المشاركة 1
09-23-2013, 03:12 AM
المشاركة 1
افتراضي قصيدة أَسْكَنْتُهـا عُمْـقي (+ إلقائي لها)
قصيدة أَسْكَنْتُهـا عُمْـقي (+ إلقائي لها)

هذا هو إلقائي للقصيدة:


علّمْتُها صَمْتي،
شرودي في متاهاتي
علّمْتُها ذاتي التي في عمقِ أنّاتي
فتعلّمتْني
أبصَرَتْ ناري فأمستْ في حكاياتي
علّمْتُها فتعلّمتْ
أحببتُها فتناثرَتْ دُرًّا مُضيئًا مِن مناراتي
أحببتُها: فتلوَّنَتْ بالسّحْرِ، بالأحلامِ،
بالعُصفورِ، بالأشْياءِ،
بالتّاريخِ، بالأفلاكِ،
بالرّوحِ التي تَسْري بجنّاتي
صارتْ أنامي أو أنا
صارتْ أنانِيَتي، أناتي
صارتْ بآلامي ملذاتي
سكوني طيَّ عينيها
رحيلي في مباهجِها
دموعي أو مسرّاتي
علّمتُها
أحببتُها
لوّنتُها
دوّنْتُ في مَسْرى النّسيمِ العَذْبِ
حلوى ثَغْرِها بعبيرِ همْساتي
أسكنْتُها عُمْقي
فلمّا جاوَزَتْ عُمْقي،
وأحْصَتْ كلَّ مُتَّكَئٍ وكُرْسيٍّ
ولوحةِ نَجْمةٍ دُرّيّةٍ سَكرى
ودُرْجَ الذّكرياتِ
ونورَ مِصْباحِ الخيالِ
ونبضَ أزهارِ الغدِ النادي على شُبّاكِ أمنيتي
ولمّا رتّبَتْ ما كان بَعْثَرَهُ الزّمانُ بداخلي
وأعادتِ الضّوءَ الدّفيءَ يُزيلُ أتربتي
ولمّا رَوْنَقَتْ أشْياءَها
وتوضّأَتْ بضيائِها
ودَعَتْ لقلبي بالسّكينةِ والرَّوَاءْ
حينا.. ولمّا أقبلَتْ رُسُلُ المساءْ
وقفَتْ ببابِ القلبِ، تنظُرُ شارعَ الإحساسِ يحْملُ عَوْدتي
في لحظةِ الحُزنِ العميقةِ في هدوءِ الليلِ
أو في بسْمةِ الذّكرى بساعةِ شوقِ قلبينِ اسْتَحَرّا
في شُرودِ الأمْنياتْ
يا خالقي!
وكأنّها ـ من نَبْتِ رَوْعتِها ـ أنا
منذُ استقرَّتْ في رِداءِ العُمْرِ سَوْسَنَه ـ أنا
في طِيبِ طِيبتِها ـ أنا
في ضَوءِ غُرَّتِها ـ أنا
شيءٌ طبيعيٌّ هو!
فأنا الذي علّمْتُها صَمْتي
شرودي في متاهاتي
علّمْتُها ذاتي التي في عُمْقِ أنّاتي
فتعلّمَتْني
أبصَرَتْ حزني
فضمَّتْني بعينيها،
تخبّئُني عن الأيّامِ بالأيّامْ

محمد حمدي غانم
صيف 1998