لا عذرَ ياصاحبي أن تكثرَ العتبا=كسّر جدارَ المدى كي توقظ العربا
فليسمع الجمع كلّ الجمعِ ما حملوا= إنّ الربيع الذي تقنا له صُلِبا
أطلق زفيرك بركاناً له حممٌ=فلتحرقِ الرجسَ فلتقطعْ له الذَّنَبَا
قم زلزل الأرض أفعالاً بلا هَوَدٍ=واسترخص الروح فيها ولتكن حطبا
اضغط لجرحك ملحاً كي تعالجه=ولتسأل الجرح إنّ الجرحَ ما كذبا
مالي أرى الصمت قد أرخى مصارعه=واستوطن الذلَّ في ناسٍ وقد طربا
عذرا لناسٍ؟ ويا ويلاً لشرذمةٍ=في ذبح بغدادَ جمعٌ يشربُ النّخبا
عين العروبة ترنو من تحمِّلهُ=ثُقل الأمانةِ حتى يعتلي الرتبا
ثكلى الليالي بأرض الشام حالكة=لا قدَّرَ الهق تنسى شامُها حَلبا
ياحالَ بيروتَ يامأساةَ ذاكرتي=مذ دسَّ قابيلُ فيها السُّمَّ والوَصَبا
ماذا تضمُّ لكَ الأيّام ياوطني=حبلى السنين فكُن لليلِ محتسبا