عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2013, 12:11 AM
المشاركة 3
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي
اهلا وسهلا استاذ عمر مصلح

رغم انني وجدت صعوبة في فهم ما يدور هنا لكنني اتصور انني خلصت الى نتيجة وهو ان عمر مصلح الفنان يرى نفسه قد توحد مع عدد من الفنانيين بحبلي الجنون والابداع.

وهو يعتقد ايضا ان كل ابداع حالة جنون فأن نجح الفنان في التعبير عن نفسه احتفظ بعقله وان عجز اصابه الجنون ويدلل على ذلك بعدد من الفنانين الذين اصيبوا بلوثات من العشق والفن فلم تسعفهم الريشة والقلم فتشظوا...لان ما يفصل الابداع عن الجنون شعره.

فالاستاذ عمر يرى بأن هناك ما يشير الى ان الثماثل بين الفنانين والادباء يشيء بأنهم من طينة واحدة حتى ان الامر يشتبه على المدقق فيظن ان عملية تناسخ هي التي انتجت كل الفنانين في كل مكان لانهم يتحدثون بنفس اللغة تقريبا ويتصرفون بجنون احيانا.

لكن ربما ان السؤال الذي يجب ان يطرح هنا هو: ما الذي يدفع الى الابداع او الجنون اذا ما سلمنا بأنهما وجهنا لعملة واحدة؟

وانا اقول انه الالم الذي قال عنه جبران خليل جبران ( اللؤلؤة هيكل بناه الالم الالم حول حبة رمل)...وهذا الالم هو الذي يحول ادمغتنا الى مناجم لكنه اذا ما اشتد تسبب بانفجارها ...وهذا هو الجنون او الانتحار الذي هو جنون الجنون.

ولو دققنا لوجدنا ان الوجوديون هم اشد الناس الما وخوفا من الموت ...واقربهم الى الجنون ولذلك اعتبروا الجنون موقف حر لانهم يعيشون على حافة الحياة بين الابداع والجنون ...ويظل الموت هاجسهم ومصدر قلقهم. ..

ومن هنا جاء قول كبريهم الذي علمهم السحر نيتشة " ليكن شعارك ان تعيش في قلق دائم وان تبني بيتك فوق بركان" .

ألأستاذ المبجَّل أيوب صابر.. محبتي وتقديري
كل ما بالأمر.. ان الأستاذ الشاعر الرائع عبدالكريم سمعون، شخصية متفردة، وتقترب من جنوني جداً.
لذا حاولت أن أثير مسألة الجنون – القاسم المشترك – الذي يربطنا، من خلال استنساخه إلى أربع نسخ.
وحاولت أن أجعل من الجنون الثيمة العليا للعقل، حيث أنها من أعراض صحة المبدع.
وكعادتي، لا أتناول الثيمة بدارسة أكاديمية أو تقليدية.. لذلك أنتجت هذا النص الذي استهلك من وقتي قرابة الأربع ساعات بدون توقف.
وأزاء هكذا موضوع، لابد من تناول أغلب الأساليب والتيارات الفلسفية والنفسية، كشهود.. بين معارض ومتفق.
فالجنون ليس خبلاً أو عته أو خَطَل.. بل أن العرب كانت عندما تعجز عن تفسير معميات الكون تُحيل الأمر إلى الجان، فتقول تلبسه الجن.
إذاً الأمر متشعب، وله امتدادات أخرى، لم أود التعرض لها خشية مَلل المتلقي الكريم.
كذلك في علم النفس، المتعدد الأساليب والمناهج كـ ( فرويد، وأنّافرويد، وإدلر، وماسلو، وكارين هورناي، وروجرز، وبافلوف، .. .إلخ.)
كادوا أن يتفقوا على أن التسامي والتصعيد، هي حالة احتيال، من الاحتيلات الدائرة، بين ألـ أنا والـ هو، في غفلة من الـ أنا الأعلا.
إذاً الإبداع جنون.. وهذا مُتَفق عليه.
ولكن الذي غير المتفق عليه، هي حالة الهذيان، التي تصدر من الهو القابع في اللاوعي، كونها حالة إبداع أم انثيال.
وهذا موضوع سأثيره قريباً إن أمد الله بعمرنا، وبقينا خارج مدى المفخخات ومؤامرات الساسة.
أما مسألة التناسخ والحلول، التي أثرتها جنابك الكريم، وبذكاء ووعي بائن.. فأنها مسألة فلسفية، لم تنل رضا كثير من الروحانيين، وحتى العلمانيين.
لكنك أثرتها بغية تحفيز كوامني، للبوح.. وهذا ذكاء لايمتلكه الكثيرون.
ألإبداع ياسيدي – حسب اعتقادي – هو موهبة ربانية، وبذلك أتفق مع الروحانيين، ودِربة ومثابرة، وهنا أتفق مع العلمانيين.. أيضا.
وأتفق مع جنابكم جداً.. وطبعاً مع معلمنا الكبير "جبران خليل جبران" بأن الأزمة تخلق المواقف، وتثوِّر طاقات كامنة.
لكني أختلف معكم بمسألة..
فالوجوديون، وعلى رأسهم "أبو العلاء المعري" ومن ثم "جان بول سارتر" هم الأحرص على الموت، كونهم يدركون أن الحياة مستمرة بالمواقف.
وما مقولة "نيتشة" مُبتكر الشخصية الهائلة "سوبرمان" إلا تأكيد لما نقول..
فالقلق حالة، تستنطق إبداع.
وأخيراً أقول..
طالما هناك وعي عالٍ متمثل بجنابكم، ومن هم بألَقكم.. سيطيب لي هذا المكان، فاقبلوني.