الموضوع
:
ظل كافافيس ..***
عرض مشاركة واحدة
09-01-2010, 11:27 AM
المشاركة
12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
الفكرة في قصة " ظل كافافيس "
للوهلة الأولى يجد المتلقي صعوبة في تحديد " الفكرة " التي تتمحور حولها القصة هنا، والتي أرادت القاصة إيصالها إلينا، تلك الرسالة الخفية الخلفية:
-
فما هي الرسالة التي أرادت سحر الناجي إيصالها إلينا هنا؟
-
وماذا كان هدف سحر الناجي عندما كتبت النص؟
-
وهل نجحت في إيصال الفكرة لنا؟
طبعا إن صعوبة استنباط الفكرة يعود إلى صعوبة النص، وأدوات السرد المستخدمة، وبلاغة التعابير والصور، والحاجة إلى معرفة الخلفيات. فلا بد وقبل أن نفهم المقصود أن نتعرف على كافافيس هذا... فلا شك أن النص له علاقة مهمة بهذا الشاعر وظله.
ولا شك أن أسلوب الكاتبة المدهش وقوة التعابير تدفع المتلقي باتجاه الاستمتاع بالنص كنص وبناء فني ودون الاهتمام كثيرا بما وراء النص. لكن المتعمق في هذه القصة يجد بأن هناك رسالة بليغة وفكرة واضحة تتمحور حول ثنائية الموت والحياة... وهي حتما تنساب انسيابا خفيا خفيفا ويمكن للقارئ أن يستخلصها رغم تلك الانسيابية الخفية....وذلك الربط بين بطل القصة وظل كافافيس وحكاية هذا وذلك والذي يتطلب جهدا ذهنيا لاستيعابه.
لكن المتلقي يستخلص حتما بأن الكاتبة أرادت أن توصل فكرة تتمحور حول "
إن الم الشعراء واغترابهم وصراعهم ضد المجتمع ومن حولهم
واحد، ووجع الموت وأثره واحد، وكارثية فجيعة الموت واحده في كل زمان ومكان
ووقعها واحد والإبداع دائما هو المهرب الوحيد وبقايا من فأل " .
يغرق المتلقي في فنيات هذا النص الذي يكتظ بالحزن مثل قلب البطل لكنه يدرك في نهاية القصة تلك الفكرة الخفية فاحمد البطل ضحية للموت كما هو كافافيس رمز لرزايا عفا عليها الزمن، ورغم كل ذلك الألم لكننا نجد من كفافايس شاعرا يصوب نحو مدائن الإبداع باقة ضوء...ونجد البطل احمد ورغم هروبه ووجعه يتوحد مع هذا الشاعر في أحاسيسه واغترابه، ومثله يظل في قلبه قليل من الأمل وبقايا من الفأل...رغم أن عيون قلبه ترمق النهاية وأي نهاية تلك؟! إذا كانت البداية "
موت يحصد ذات صيف أرواحا متوالدة منك...هكذا جائتك البداية..أنت تغفو في فراشك منتفخا بالقصائد والكرى محتضنا حلم يجعلك شاعر..بينما عالتك تقضي على الطريق..أتاك الخبر بالنذير..وبأجساد مدفونة بالنعوش، أشلاء زوجتك وأولادك فإذا بالصحو يتفجر بين عينيك ..وإذا بالكارثة تصفعك بالصراخ والعويل
"
.
وكأن سحر الناجي تتمسك دائما بذلك الضوء في آخر النفق...تتمسك بفسحة الأمل...وكأن لسان حالها يظل يقول دائما "
ما أصعب العيش لولا فسحة الأمل
".
وقد نجحت الكاتبة في تضمين قصتها فكرة عالمية فلسفية تترك أثرا واضحا في نفس كل متلقي ووجدانه وذهنه.
يتبع،،
رد مع الإقتباس