الموضوع: حامد جو
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-15-2013, 06:58 AM
المشاركة 4
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
فى القرية التى تمثل فى جملتها ، أسرة ممتدة كبيرة ، عرف حامد جو بعدم الاعتراف بالفواصل و الحواجز و الملكيات . يبدأ رحلته من جنوب غربى القرية ، حيث يقع بيتهم ، مرورا بالبيوت ، بيتا بيتا . يسلم على الجميع ، و يدخل المطابخ فى البيوت على اختلافها . يذهب إلى الآنية ، يكشف أغطيتها ، و ينتشل قطعة لحم من هنا ، أو قطعة خضار من هناك . كان يأخذ مما يجد ، دون اى إحساس بالحرج . يفعل ذلك متى ما عن له ، و قد سلم له الناس بذلك تسليما تاما ، بل و استملحوه منه . لم اعرف شخصا ، تم قبوله ، بلا تحفظ ، من الجميع ، فى القرية ، مثل حامد جو . حتى علاقته بالجنس الآخر ، ظلت محل تأمل بالنسبة لى ، طيلة حياتى ، كنت و لا أزال أهاب الجمال البشرى ، و انكسر أمامه . بالنسبة لى ، يظل الجمال محاطا دائماً بدائرة طاردة ، لا أقوى على ان أخطو بداخلها . و كان حامد على العكس من ذلك تماماً . فالدائرة الطاردة بالنسبة لى ، كانت فى حقه ، دائرة جاذبة ، و بشدة . كان يقترب كثيرا و لا يحترق . باختصار ، كانت لحامد قدرة غريبة على اقتحام ، حواجز الاستبعاد ، و الإقصاء ، بكل أشكالها و ألوانها . يقوم بذلك ، مدفوعا بإحساس فطرى ، لا تعمل ، أو تعمد فيه . كان يؤمن عمليا ، بان له فى كل شئ حق ، و ليس صدقة ... يتبع