الموضوع: العنزة ..جزءان
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
2189
 
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية

رضا الهجرسى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
138

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Jun 2013

الاقامة
القاهرة ..مصر

رقم العضوية
12158
09-14-2013, 03:44 PM
المشاركة 1
09-14-2013, 03:44 PM
المشاركة 1
افتراضي العنزة ..جزءان
تأليف/رضا الهجرسى
قصة قصيرة
العنزة
---------------
الجزء الأول
________
أخذ مسرور.. يقلب العنزة المسلوخة والمعلقة على سيخ الشوى ..
يسترق النظرات الخبيثة ويبتسم .. كلما رأى مولاه ووالى المدينة
يبتلع لعابه فى نهم فاركا يديه فى لهفة ..محدقا فى شهوة مستنشقا رائحة الشواء فى نشوة ..
فيزيد من وضع الزيت عليها ..فتزيد من رائحة الشواء ..ويزيد معها..لهفة..وشهوة ..ونشوة الوالى..ونفاذ صبره..
فيصرخ فى رقة ..
- هيا وأسرع ..أيها العبد الجميل الوفى ..المحب لسيدك ومولاك ..
يكاد الشوق يقتلنى لعنزتك الشهية تلك ..فلها رائحة تختلف تماما وبالكلية ..
عن رائحة عنزات قطيعنا ..
شعر مسرور أن الوالى قد صار مجهزا تماما ..للإنقضاض على فريسته ..ولم يعد فى القوس منزع لصبره ..
مسرعا قبل أن يطاله سخط وغضب نهمه وشهوته وجوعه ..
فمسرور أدرى الناس بمولاه ..ومدى بغضه وكرهه لشعور الجوع ..
وضع أمامه فخذ العنزة على طبق من الذهب ..
يراقبه مبتسما وهو ينقض علي الفخذ بشراهة و نهم ..والزيت يتساقط على جانبى فمه.. فيمسحه بكم عباءة الحكم..
يزيح مسرور من أمامه طبق العظام المصمصة ..ويضع الفخذ التالى ..ثم التالى ...والتالى ..
عندما أزاح مسرور الطبق من أمامه ..ولم يضع التالى ..رفع عينيه فى غضب شديد إلى مسرور ..صارخا ..
- ما بالك يا عبد السوء ..أجننت ..أتريد أن تشاركنى عنزتى
- حاشى لله يا مولاى.. أن أجرؤ حتى فى التفكير فى ذلك ..
فعنزة الوالى للوالى ..لا يشاركه أحد فيها ..
ولكن مولاى أكل عنزته بالهناء والشفاء .. حتى رأسها وحواشيها ..ولم يترك غير عظامها
- حتى رأسها وحواشيها ..أمتأكد أنت من ذلك ..رأسها وحواشيها
لم يبقى ألا عظامها ..
- نعم يا سيدى ومولاى ..حتى رأسها وحواشيها ..ولم يبقى ألا عظامها ..
يرتد للخلف ساندا ظهره على الأريكة ..محركا يديه على بطنه .. يتجشأ ..ينظر إلى مسرور فى رضا ..
- أنت عبد وفى مطيع لمولاك ..تستحق هبة على أخلاصك وتفانيك فى خدمتى..لذلك سأسمح لك..
أن تمصمص.. عظام عنزة الوالى..وتشاركنى فيها ..حتى يعلم الجميع بأنى والى عادل ..
يهرول مسرور مقبلا يد الوالى ..
ينادى حارس الباب معلنا عن طلب كبير الحرس بالمثول بين يدى الوالى ..فيأذن له ..يقبل يد الوالى ..
ينظر إليه الوالى فى تكاسل وهو ما زال مستندا بظهره على الأرائك..محركا يديه على بطنه..متجشأ..وفى تكاسل..
- ما هى الكارثة والمصيبة التى حلت بالولاية ..والتى جعلتك تطلب مقابلتى فى ساعة خلوتى ..
- السماح والعفو يا مولاى ..
- لولا أننى فى حالة مزاجية طيبة ..لأمرت مسرور بقطع رأسك لجرأتك تلك ..
- أغفر لى يا مولاى ..فجرأتى تلك ما هى ألا دليل على أخلاصى وحرصى على سلطان مولاى وهيبة حكمه ..
- أفصح يا ثرثار ..ولا تبدل مزاجى الطيب .. وتعكر صفو دمى ..
- سأفصح ..سأفصح .. أنت تعلم يا مولاى ..أنك أصدرت مرسوما..
بناء على نصيحة وزيرك و مستشاريك من حكماء الولاية..
عندما بدأ شعب ورعية الولاية بالتذمر لعدم السماح لهم بمقابلة الوالى..
لعرض حاجاتهم ومظالمهم للوالى ..ونادى المنادى بالأسواق أن باب الوالى العادل ..
مفتوحا لكل مظلوم ذات مظلمة أو حاجة يقضيها له ..
- نعم أذكر ..ولكنهم أفهمونى أن هذا مجرد كلام ..حبر على ورق كما قالوا ..
- هم ظنوا ذلك ..ولكن رعيتك وشعبك ..صدقوه ..
وهناك إثنان بالباب الآن..يصرخون ويلطمون خدودهم.. طالبين عرض مظلمتهم على مولاى العادل..
كما أشعنا فى الولاية كلها ..وقد بدأ صراخهم يصل للعامة والدهماء ..
وأصبح من المحتم مقابلة مولاى لهم ..وألا حدث ما لا يحمد عقباه ..
هل رأيت الآن يا مولاى ..أخلاصى ووفائى لك وحرصى على سلطانك وجاهك ..
- نعم ..نعم ..أنت مخلص ووفى ..وما هو طلبك الآن ..
- أن تقابلهم ..وتستمع لمظلمتهم ..وتعدهم بحلها ..فيما بعد ..
وشعبك ينسى سريعا ..فرعيتك كالبركان تفور فجأة ..ثم تخمد وتنسى ..
- نعم الرأى ..
أدخلهما لقاعة الحكم ..لنرى مظلمتهما وننظر فيها..
ثم إذهب الآن واستدع وزيرى الأول ..فهو صاحب المشورة فى هذا المرسوم اللعين ..
انحنى كبير الحرس ..وهرول مغادرا ..
تجشأ الوالى .. محركا يديه على بطنه فى تكاسل ..
ولقاءنا قريبا مع الجزء الثانى