الموضوع
:
الموسيقى ذلك اللحن العلوى
عرض مشاركة واحدة
09-14-2013, 04:48 AM
المشاركة
18
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
تاريخ الإنضمام :
Mar 2013
رقم العضوية :
12029
المشاركات:
79
إيقاعات الرقص و الغناء و الطرب ، ماذا تحمل من معانٍ خفية ؟؟ .. سنلاحظ ان إيقاعات الأطراف ، من الايدى و الأرجل و الجذع ، التى تصاحب الرقص و الموسيقى أو الأذكار الدينية ، فيها حركة ميلان الجسم ، حول مركز موجود فى اسفل السلسلة الفقرية .. فلماذا يكون الطرب مربوطا بهذا الميلان ، و هذا التأرجح حول هذا المركز ؟؟ و هل يوجد هناك إنسان يطرب ، دون ان يحرك أطرافه حول هذا المركز ؟؟ سواء كانت الحركة من فوق العصعص ، أو من أسفله ؟؟ ما هو السر المخفي فى تلك المنطقة ، التى يتأرجح فوقها الراقصون ، فى عنف عنيف ، فى الرقص على نغمات الآلات النحاسية ، أو فى عنف اقل ، فى الآلات الأخرى ؟؟ .. هل الطرب مربوط دائماً بحركة الجسم حول هذا المركز ؟ .. ان المقصود بالحركة المتأرجحة حول العصعص ، هو ان تفتح النقطة الواصلة بين العقل الواعي و العقل الباطن ، فيمتزج البحران ، ( هذا عذب فرات ، و هذا ملح أجاج ) .. انظر إلى حركة الأجساد ، و هى تتحرك ، زحفا و حبوا أو مشيا أو جريا أو قفزا أو طيرانا .. الا ترى تعاقب حركات الأطراف !!؟ .. ماذا يعنى ذلك ؟؟ .. و ما الفرق بين جسد ثابت لا يتحرك ، و آخر لا يستقر فى مكانه ؟؟ .... ما هو الغرض من الحركة ؟؟ .. ما هو الغرض من الثبات و السكون ؟؟ .. ان حركة الأحياء فى مساوقة الأطراف اليمنى و اليسرى ، هى حركة مقاومة من الأحياء ، لرد مسار الحياة المطرودة من منطقة الوسط ، حتى يتم الاستقرار فيها !!؟ ... نعم .. ان الحياة لما طردت ( بضم الطاء ) خارج الحياة الكاملة ، طلب ( بضم الطاء ) منها فى نفس الوقت ، الرجوع و الفرار إلى هذا المركز ، و الاستقرار فيه ... و ظلت الأحياء و الأشياء ، على صوت هذا النداء ، يفرون بأجسامهم ، زحفا و حبوا و مشيا و جريا و قفزا و سباحة و طيرانا و أمواجا و ذبذبات .. فى حركة موجية ، انطلقت من خلال أجسامهم كلها .. ابتداءا من تموج الخلية الواحدة ، مرورا بزحف الدود و الزواحف .. فبرزت الزعانف و الأجنحة و الأرجل و الايدى !! كلها تسير فى شكل موجات ، من اليمين و اليسار ، و من الامام و الخلف ، و من الأسفل و الأعلى .. و كل ذلك من اجل التخلص من المكان ، الذى حصل اليه الطرد !!!!! ... اى من المادة و قيودها !! .. و الانتقال إلى الطاقة المتحررة ، التى تطلب السكون فى خط الوسط ، الذى طردت منه ، و لسان حالها يقول : ( اهدنا الصراط المستقيم ) ... تحولت حركة الأطراف إلى داخل الدماغ ، فنتجت عنه حركة موجية ، بصورة الطف عند البشر وحدهم ، فى شكل حركة بندولية بين أقصى اليمين و أقصى اليسار .. و بين الماضى و الحاضر و المستقبل .. و بين اسفل سافلين و أعلى عليين .. لتكون هذه الذبذبة العقلية ، هى مؤشر الحركة ، الذى تسير به الأحياء ، متوكئة عليه .. ليخرجها من الأطراف ، إلى منطقة الوسط !! .. و هذه الحركة الموجية ، فى سيرها المتموج ، تحاول ان تلتقط راس الطاقة ، النابعة من خط الاستقامة ، المتناهى فى الدقة ، حتى تنسجم معه !!! .. و هى لا تستطيع ان تمسك براس هذه الطاقة المستقيمة ، النابعة من الوسط ، الا إذا هدأت من سرعتها ، و من حركتها الشديدة بين الطرفين !! .. و الغرض من الإبطاء هو ان يلامس الوعى المتجول بين الطرفين ، خط الوسط الذى يمر الوعى من فوقه ، أثناء فراره ، فى جزء من الزمن ، و فى هدوء ، فيستنشق الحى حينئذ ، نفحة من نفحات الرضا ، و نسمة من عبير الجنة التى طردت ( بضم الطاء ) منها الحياة !!!! .. و هذا ما من اجله كانت حركات الصلاة فى الإسلام ، حيث يتم أثناء حركات الركعة ، تجميع الأطراف الثنائية ، المتواجدة على يمين و يسار الجسد ، و يسجد بها الرأس ، الذى يحمل ثنائية الفكر فى الطف صورها ، و يضعها على الأرض ، فى خط الاستقامة ! .. ( اقرب ما يكون العبد إلى ربه ، و هو ساجد ) ... يتبع
رد مع الإقتباس