عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-2013, 03:47 AM
المشاركة 17
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
ان الموسيقى مبنية على الزمن ، و وحدة الزمن الكاملة محسوبة مسافتها من رفع اليد إلى أعلى ، ثم نزولها إلى اسفل .. و الضربة الكاملة هى أربعة على أربعة من الزمن .. و المدرج الموسيقى يتكون من خمسة خطوط ( مى ، صول ، سى ، ري ، فا ) .. و أربعة مسافات ( فا ، لا ، دو ، مى ) .. و قسم الزمن إلى وحدات زمنية أصغر ، الجامع بينها هو الإيقاع ، و قد تطور الإيقاع كلما تطورت الحياة و وسائل النقل . فقد كان إيقاع حادى الركب ، و هو يتمايل فوق ظهر راحلته ، بطيئا على حسب سرعة القافلة .. و إيقاع حادى راكب المركب الشراعية ، له وقع مختلف .. و قطار البخار له وقع اسرع .. و وسائل النقل البترولية لها وقع اسرع من سابقتها .. فكلما زادت سرعة الحياة زاد الإيقاع سرعة .. لاحظوا إيقاع القطار و هو يضرب على قضبان السكة الحديد ! .. فالهدف الأساسي من الإيقاع الزمني هو ان يسوق المستمعين إلى مجرى الزمن ، الذى كل ما كان منسجما فى آلاته و أصواته البشرية ، دون نشاذ ، كلما خرج المستمع من دوامة الحياة ، و اصبح حاضرا فى لحظة الزمن المصنوعة بالموسيقى .. هذه اللحظة الزمنية المصنوعة ، إذا نظرنا لها ، كأنها خط مستقيم ، ممتد من بداية المقطوعة و حتى نهايتها ، نجد انه خط له عرض و سمك ، واسع فى البداية ، ثم يتفاوت فى الدقة حتى يصل عرضه إلى 1/64 .. و من الصعب على الآلات الموجودة ، ان تعمل فى هذا المستوى الدقيق من الزمن ، و من هنا جاء عجز الموسيقى فى الذهاب بالمستمع إلى أزمان ارفع و أدق ، و الغوص فى عمق المساحات الزمنية ، المتناهية فى الصغر ...