يُسِرُّ لكِ الزهرُ إنْ لامسكْ = بأن الكَرَى عَنْ جفوني مَسَكْ
وهذي العطورُ التي تَرتويكِ = وهذا الفَراشُ الذي هامَسَكْ
وطَرْفةُ عينِكِ حينَ تَراني = وشهقةُ قلبِكِ.. ما أتعسَكْ!
وتبكي العصافيرُ حالي إليكِ: = هو الشوقُ في القلبِ شوكُ الحَسَكْ
ألا تَسمعينَ؟.. يُغنّيكِ شِعري = وما كان للشِّعرِ أن يَبخسَكْ
يُخلّدُ ذِكراكِ في العاشقينَ = وتاجًا من الزَّهرِ قد ألبسَكْ
رأى بعضَ حُسنِكِ في كلِّ شيءٍ = ولا شيءَ في الحُسنِ قد نافسَكْ
رأى دارَكِ البدرَ إذ تضحكينَ = فيا دارةَ الدُّرِّ ما أنفَسَكْ!
كطيفٍ بعيدٍ سَحرْتِ الخيالَ = ولكنَّ في أضلعي مَحبَسَكْ!
فيا... أينَ أنتِ؟.. الصَّحارَى عَطاشى! = تَغيّبتِ والعقلُ قد هلوسَكْ!
ونهرٌ من العشقِ يجري إليكِ = متى الشوقُ في شَهـدِهِ أغمَسَكْ؟
متى شفتاكِ تلوذانِ باسْمي = إذا الوجدُ بالليلِ قد أيأسَكْ؟
حبيبةَ عمري: أطلتِ الدلالَ = وأوحشتِ بالغيبِ مَنْ آنسَكْ
رَثاكِ الفؤادُ على ما هَجَرْتِ = وكانَ على عرشِهِ أجلسَكْ
أذيقيهِ عَذْبا جوابًا رقيقًا = لقد بُحتُ بالحُبِّ، ما أخرسَكْ؟!
محمد حمدي غانم، 13/9/2013