عرض مشاركة واحدة
قديم 09-13-2013, 04:57 AM
المشاركة 14
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
و تصل بك المسيرة عبر الأكوان إلى الوحدة ، التى تنتظم كل شئ فى الكون ، حيث ان كل ما تراه من مخلوقات ، ان هو الا شيئا واحدا ، و ان اختلفت مظاهره و أشكاله .. و هو الإنسان ، و عندما تخترق صمامة هذا الكون ، و هذا الخلق ، فانك ستراه .. فى هيئة نسيج شفاف متين ، مكون من خيط واحد ، أو وتر واحد .. و لكنه منسوج فوق بعضه البعض ، فى أنواع مختلفة من الأوتار و الخيوط بين الغلظة و الشفافية .. ليصنع من ذلك النسيج ، ذلك الغطاء الكثيف ، الذى إسدله الله على الخلق ، و حجب به الرؤية عن حقيقتهم الواحدة .. و إذا نظرت إلى بدقة لكل خيط من هذه الخيوط ، ستجده مثل وتر مشدود بين كل نقاط شبكة النسيج . و كما هو معروف عن الموسيقى ، أنها تعمل على الضرب على طول الأوتار المشدودة بين اى نقطتين متباعدتين ، لتخرج أنغاما مريحة ، ذات جرس موسيقى عذب .. فهذا هو نفسه مطلوب من الفكر النافذ الدقيق ، ان يهتدى إلى خيوط ذلك النسيج الكونى ، و يضرب عليها ، سواء كانت مشدودة بين نقاط قريبة ، أو بعيدة ، ليخرج منها أنغاما ، هى أعلى بكثير من الأنغام المتشكله من الموسيقى المعروفة .. و خيوط النسيج الكونى هذه ، لم تتوقف لحظة عن إصدار نغماتها .. ( و ان من شئ الا يسبح بحمده ، و لكن لا تفقهون تسبيحهم ) .. و لما كان هذا التسبيح أو النغمات ، الخارج من نسيج هذه الخيوط الكونية ، غير مفهومه و غير مدركة ، فان المطلوب منا ، ان نصنع مثل هذه النغمات ، كما فعلنا فى آلات الموسيقى ، بعد ان نكتشف هذه الأوتار ، و نصنع منها آلات فكرية ، و بالضرب عليها من جديد ، يخرج لنا النغم الحادث ، الذى يعادل النغم القديم ، فيتصالح النغم الجديد ( العقل ) مع النغم القديم ( الأكوان ) .. ليحصل من تصالحهما ، الحياة المنغمة التى لا يؤوفها نقص .. يتبع