عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2013, 03:49 PM
المشاركة 10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
عناصر الجمال والتأثير في قصة " ليلة ضاع فيها الرغيف"

- طبعا العنوان يستثير في نفس المتلقي الكثير من الفضول...فما سر تلك الليلة؟ وكيف ضاع الرغيف؟ ومن وراء ضياع الرغيف؟ وماذا حدث بعد ان ضاع الرغيف او في تلك الليلة؟ والرغيف رمز للكدح والمعاناة..ولا بد ان اي قصة مرتبطة برغيف الخبز ستكون انسانية ..مثيرة للعاطفة والمشاعر . فاكثر الحكايات جذبا للاهتمام هي تلك التي تتحدث عن الايتام والمساكين ومن هم بحاجة الى رغيف الخبز فكيف اذا ضاع الرغيف والدنيا ليل وعتمة؟

"الذاكرة مرفأ الخيالات، يعصف بحرُها ويستكين. يقلّبُ الماضي على راحتيها.

- جملة البداية مرعبة في جمالها..من خلال هذه الصورة الذهنية المدوية التي ترسمها في ذهن المتلقي. فهنا القاص يشبه الدماغ بالبحر والذي يعصف ويستكين...وفي ذلك استثمار مبكر للنقائض التي لها اعظم تأثير على عقل المتلقي.. كما ان كلمة يعصف توحي بالحركة الصاخبة وهي عنصر جمالي آخر غاية في التأثير ...والقاص الخبير يحرص كل الحرص ان يضمن بدايات نصه ما يوحي بالحركة والحياة...وفي ذلك مؤشر بأن القاص خبير في عناصر التأثير وهو حريص على حشدها منذ اللحظة الاولى..وكأنه يفجر قنابل من الجمال تثير ادهاش المتلقي..وتأسر انتباهه... ولهذا البحر مرفأ وماذا يرسوا في هذا المرفأ؟ الخيالات أي الصور الخياليه وكأن مصدر الصور الخيالية خارجي او غير معروف وهي فقط ترسو في مرفأ الذاكرة..كانها السفن وفي الرسو حركة أيضاً .

والقاص لا يكتفي بتفجير قنابل النقائض والحركة الجمالية من الجملة الاولى....لكنه ايضا يشخصن من فوره (الذاكرة) فيجعل لها راحتين...وهذه قنبلة جمالية اخرى لها نفس اثر تسخير النقائض على دماغ المتلقي...ويشخصن البحر ايضا فيجعلة يقلب الماضي..وفي التقليب حركة وحياة ايضا... على راحتي الذاكرة. وذكر راحتي اليد يوقض في المتلقي حاسة اللمس...وتسخير الحواس من اهم عناصر التأثير على دماغ المتلقي.

ويا لها من صورة ذهنية يرسمها القاص ويا له من وصف جميل...يزلزل المتلقي ويدهشه ويأسره...فيندفع ليتابع القراءة.

يتبع،