عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2010, 02:59 AM
المشاركة 27
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
الأخت الفضلي ناريمان الشريف ,
أعتذر لأنى لم أنتبه لمشاركتك أثناء النشر ,

بالتأكيد .. ولا أشك في ذلك أن من ينادي بأن الكون جاء بمحض الصدفة وأنه لا وجود للإله .. كل هذا ينكره المسلم الموحد من غير جدال ..
ولكن هناك بعض الأقوال لبعض الفلاسفة الغربيين ما يلفت الانتباه ومؤثر للغاية ويميل إلى الحقيقة غير هذا الذي يقولون .. فهل من الضرورة بمكان أن ننكر كل ما يقوله الفلاسفة الغربيون حتى ولو كانوا يقولون ما هو رائع وجميل ونابع من تجربة إنسانية عميقة ؟؟؟
أرجو أن تعذر تعجلي في الرد والاستفسار
لا توجد عجلة أبدا ,
فمن حقك أن تطرحى استفسارك أو مناقشتك عندما تحين في عقلك ,
والجواب يا أختاه ,
نعم هناك أقوال للفلاسفة من الغرب تعتبر أقوالا عظيمة وصحيحة ,
ولكن فاتك أننا لا نتحدث عن الفلاسفة بذواتهم بل عن الفلسفة الغربية عامة ,
النظرية الفلسفية الغربية والأسس التي قامت عليها
فالأساس الذى قامت عليه هو نفسه هدفنا لأنه أساس مناهض لوجود الله
ومن هنا ابتكروا الفلسفة الوجودية ,
وليس معنى هذا أنهم ينكرون وجود الله تعالى
لكنهم يثبتوه بالعقل ,
ولو أنهم اقتصروا في إثبات وجود الله تعالى على العقل واكتفوا بذلك ثم سلموا للشريعة في أمور الحياة ,
لما كانت لنا مشكلة معهم
إلا أنهم اعتمدوا فلسفة الإلهيات وجعلوا من العقل مصدرا للتشريع !
وهذا هو الضلال المبين
العقل ـ بلا شك ـ طريق لمعرفة الله تعالى ,
لكن هذا العقل مأمور أن يقف عند حدوده التي رسمها الله تعالى له
كما أنه مطلوب منه أن يسلم لأوامر الله ونواهيه كما سلم لوجوده

وإلا فما هو معنى أن تقر بعقلك أن الله موجود وقادر
ثم ترفض أن يكون مشرعا وحاكما عليك فتقف حيث يشاء
فالغرب اعتمد فلسفة الإلهيات التي سميت بذلك كونها تبحث بطرق العقل في صفات الله وذاته سبحانه
وجاء المعتزلة فأخذوا عنهم ذلك
من هنا تورطوا بعقولهم فيما لا تستطيع العقول أن تبحر فيه
فإذا كانت العقل والعلم على اتساع مداركه اليوم لا يزال عاجزا عن إدراك الروح !
لا يزال عاجزا تماما عن تصور اتساع الكون ومداه ,
لا يزال ـ وسيظل ـ عاجزا عن بقية السماوات !
أى أنه عاجز أمام بعض مخلوقات الله
فكيف يمكن أن نتصور قدرته على إدراك كنه الله تعالى نفسه سبحانه


لهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المنسوب إليه
" تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في ذات الله فتهلكوا)
من هنا قادت هذه الأفكار فرقة المعتزلة إلى إنكار السنة النبوية لأن نصوصها عارضت صراحة ما يتوصلون إليه بعقولهم ,
ولما لم يستطيعوا إنكار القرآن لجئوا إلى التأويل المتعسف ورفضوا صريح الآيات
ومن هنا كانت الخطيئة الكبري , والتى ورثها العصرانيون والعلمانيون عن المعتزلة ,
لأنهم أصروا على فهم الغيبيات بعقولهم بينما العقول وظيفتها فهم التشريعات والتفكر في مجالات الخلق
فكانت النتيجة أن أنكر بعضهم وجود الشياطين أصلا !
وأنكر بعضهم حادثة الإسراء والمعراج وانشقاق القمر و .... وهلم جرا
أى أنهم ببساطة طلبوا أن يكون الله عز وجل ـ وحاشاه جل وعلا ـ موجودا بطريقة تفهمها عقولهم ,
وهم بذلك ـ دون أن يدركوا ـ ساووا بين المخلوق والخالق
لأنهم اعتبروا العقول وهى مخلوقة قادرة على فهم الله وهو خالقها
بينما أصابعهم التي تصنع أجهزة الكمبيوتر والطائرات والسيارات
لا يمكن أن تقبل عقولهم من تلك الأجهزة أن تطالبهم يوما أن يحترموا معدنها أو أن تعترض على أوامرهم وإلا مدوا أيديهم فدمروها تدميرا
لكن الله عز وجل يمد الحبل لعباده ويمهلهم
فسبحانه تعالى عن كل مخلوق