عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2010, 12:46 AM
المشاركة 30
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


الفرح حاجة إنسانية وضرورة حياتية، فما أجمل أن تدخل البهجة والفرحة والسرور لمن حولك وما أجمل أن تعبّر عن فرحتك بإسلوبٍ حضاريٍ يكتنفه البساطة والعفوية، وما أجمل أن يشاركك كل من حولك فرحتك هذه. ولكن حينما يتخلل الفرح استعراضا عسكريا يبدأه المتهورون بإطلاق العيارات النارية بإستخدام الأسلحة "البيضاء!!" من "مسدسات وكلاشينات" وبشكل عشوائي ودون خبرة بإستخدام مثل هذه المعدات، دون أن يلقوا بالا لمستقر هذه العيارت النارية فقد تكون قلب طفلٍ في حضن أمه يحاول أن يغمض عينيه على أنغام حنانها، أو جيدِ طفلةٍ في ريعانِ طفولتها أخرجتها "البريزة" التي حصلت عليها من خالها القادم لزيارتهم (النصف سنوية) وهي تسابق الطيور لتصل "دكان أبو عايش" لتشتري شريطا طويـــــلا من "مطعم الحبال" يكون عقدا في جيدها ومذاقا حلوا تغيّر به مرارة الحياه ... أو لربما طاعنا في السّن افترش سطح منزله هربا من "شوب" الغرف الخالية من المراوح أو أجهزة التكييف، أو رأس طالب في الثانوية العامة خرج من غرفته الموصدةِ بعباراتِ "بدك تضحك الناس علينا، بكره بطلعن، بذوب الثلج وببين اللي تحته" الى شرفة منزله ليدخن سيجارة "الميركوري" التي إختلسها من باكيت والده ليتبعها بضمة "نعنع حواكير" يواري بها جريمته.

ونظرا لأن من لا يتقدم بسرعة كافية .. يتأخر؛ فقد طورنا مظاهر التعبير عن الفرح باستخدام تقنيات جديدة ولكن بنفس العقلية السابقة !! فها هي الألعاب النارية تغزو أفراحنا وبشكل مجنون، وها نحن ننفق المبالغ الطائلة عليها رغم أننا بحاجة كل "تعريفة" لنخيط بها ثوب شهرنا الممزق.
ولأمانة النقد فإن ثمة فائدتين لإستخدام الألعاب النارية لا بد من ذكرهما وهما:
أولا: إن استخدام الألعاب النارية قللت بعض الشيء من استخدام الأسلحة القاتلة رغم أن سوء استخدام الألعاب النارية وعدم الخبرة في استخدامها قد يحدث مجازر بشرية.
ثانيا : ساعدت الألعاب النارية في نظافة البيئة وذلك بجمع "علب النيدو وسمن الغزالين الفارغة" الملقاة على جنبات الطرق وأنصاف الطوب المتراكم وخاصة "بلوك 15" عديم الفائدة.
تأملت يوم نتائج الثانوية العامة لهذا العام وكم من الألعاب النارية قد نُفثت في سمائنا والتي كان لسان حال كل عيار يخرج منها يصرخ بأعلى صوته :
أطفالا كنتم.. شبابا أم شيوخا ... "عفوا... مش حتقدر تغمض عينيك"

المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار