عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-2013, 11:58 PM
المشاركة 13
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأخ الحبيب ..
أبدأ من عند قولك :
اخي الكريم, انا لدي مشكلة مع الكتابة, باني في مثل هذه المواضيع الكبيرة امل كثيرا من الكتابة, لانها لن توصل ما اريد ان اوصله الى الطرف الاخر ولو كثرت الكلمات, لذا بعد مشاركتك رقم 6 شرعت بالرد ثم احسست بموت الكتابة عندي, والله ما اريده هو النقاش الهادئ وجها لوجه, طبعا ليس للتحدي بل للوصول الى الحق
ينبغي أولا أن تضع بذهنك أننا لا نتناظر أو نتنافس أو نتحدى حاشا لله ,
هذا والله بعيد عن ذهنى تماما
إنما هى محاورة , فالمناظرة التنافسية تلك لها ظروفها الخاصة وتكون بين خصمين مختلفي الفكر أو العقيدة ,
أما ونحن متفقان فى الثوابت ونتناقش فى أمور فقهية فى الغالب فأمور الإختلاف ليس فيها إنكار أو تنافس
وهدفي الرئيسي من تلك المحاورة هو بسط الفكر الصحيح ــ كما أعتقده ــ فإن كان خاطئا غيرناه وإن كتن صحيحا زدناه تثبيتا ..
وأنا لا أدعوك بردى عليك للكتابة الطويلة أو الإقرار بوجهة نظرى إنما أدعوك فقط لزيادة البحث وأفتح أمامك ــ ما وسعنى ذلك ــ المصادر التى تتيح لك الإلمام بالقضية برمتها
فهى قضية أخذت منى جهدا وبحثا مفصلا فيما سبق
ولست أدعى لنفسي أفضلية عليك إطلاقا وإنما أدلك فقط وأستشهد أمامك بالثوابت فى القرآن والسنة وأقوال علماء الأمة من السلف , وذلك لأن المعاصرين لم تؤمن عليهم الفتنة وكثير منهم تحولوا لمشايخ سلطة مهمتهم تخذيل أى نداء بالإصلاح والتغيير للمنكرات العظيمة التى تعج بها الأمة
وأدعوك للتبصر فى دعوتنا إليه لخطورته , فالسكوت على الظلم دونما تغيير والإكتفاء بالصبر السلبي ليس من شريعة الإسلام فى شيئ ولو جاز ذلك ما أنكر الصحابة على عمر رضي الله عنه نفسه وراجعوه علانية وعلى رءوس الأشهاد ,
كذلك ما أنكر أبو ذر الغفاري على معاوية بن أبي سفيان علنا ووقف يحاسبه أمام الناس
أما السكوت الذى طالبنا به النبي عليه الصلاة والسلام فهو فى حالات الظلم الفردى والأثرة , وليس فى حالات النهب المنظم وترك الشعوب تأكل التراب , ولو كان هذا صحيحا لما قال أبو ذر الغفاري فى زمانه !!
( عجبت لمن لا يملك قوت يومه كيف لا يخرج على الناس بسيفه )
ولو كان ما تقوله حقيقة أنه فى كافة أحوال الظلم والبغي يكون الحل هو السكوت فما هى إذا طريقة التطبيق العملية للخروج على الحاكم الكافر , والحاكم الظالم , وما هو معنى الأخذ على يد الظالم
وتقول أن نكتفي بالصبر على الدعاء بينما الحديث الصحيح ينص على أن الناس إذا رأوا الظالم فلم يغيروا عليه وهم يقدرون على ذلك يسحتهم الله بعذاب من عنده ثم يدعون فلا يستجاب لهم ..
فأى دعاء تتصور إجابته من أناس خانعين خاضعين لأبواق مشايخ السلطة ولو وصل المنكر إلى أعراضهم تذرعوا بالصبر ؟!!

أما قولك عن الحديث الذى أوردته لك سابقا من وجوب الأخذ على يد الظالم :
اخي هذا الحديث واضح, من دخل عليهم وصدقهم, اي لم ينكر ولو بالقلب ما يفعل الحكام واعانهم ايضا فهو ليس من محمد علىه الصلاة والسلام.
ثم لا انا ولا احد يبرر ظلم الحكام وجورهم, على العكس انا ضد جميع حكام العرب في سياستهم وحكمهم
لكن همي هو تطبيق سنة محمد, لاني رأيت ما يحدث لامتي ... من وراء الى وراء
فاسمح لى ,
هذا فهم مغلوط للغاية ,,
فأى إعانة وأى تصديق على قول الحكام الظلمة أكبر من أن يدخل عليهم العلماء ويروا ظلمهم ثم يكتفون بإنكار القلب كما تقول , ويخرجون على الناس فينادون فيهم بحرمة الخروج وحرمة المعصية للظلمة ؟!!
وكيف يكون تطبيق هذا الحديث فى الواقع العملى لو أن الأمر اقتصر من العلماء على الإنكار بالقلب !!
وما دام همك تطبيق سنة محمد عليه الصلاة والسلام فلماذا لا تأخذ على يد الحاكم الظالم وتناصر الشعوب التى اقتلعت الظلمة من أماكنهم وغيروا ما بأنفسهم فغير الله أحوالهم
وأنت تنظر إلى سلبية الثورات دون النظر إلى إيجابياتها ..
فمثل الشعوب كالمريض الذى يحتاج الجراحة العاجلة ,
أنت تدعوه لأخذ المسكنات ومثبطات الألم مع بقاء المرض كما هو , خوفا عليه من سلبيات الجراحة التى ستجرحه وتؤلمه لفترة من الزمان لكنها ستحرره من مرضه فى النهاية
اماا الكفر البواح, انا لا اعرف اي تكفير وصل بحق اي رئيس عربي الا القذافي على ما اظن. فليس بالسهل رمي احدهم بالكفر. فاذا ثبت الكفر البواح على احدهم فانا اول مؤيد بالخروج عليه اخي
عد بنا إلى سنة المصطفي صلي الله عليه وسلم ودعنا نتخذها حكما ..
إسأل من شئت من العلماء عن حكم الحاكم الذى يوالى الكفار على المسلمين ويعاونهم على تمكين قواتهم من بلاد المسلمين وضربها بأسلحتهم
واسألهم عن الحاكم الذى يحارب الشريعة الإسلامية وينكرها باعتبارها تخلفا
وأخبرنا بماذا أجابوك ..

وكنت أتمنى ألا تتشعب بنا فى النقاش خارج إطار نقطة البحث ولهذا سأكتفي بتوضيح خطأ المعلومات التى أوردتها هنا بقولك :
لاحظ اخي الكريم واستاذي الفاضل, بان الحكام العرب لهم مؤيدون كثر, خذ مثلا بشار الظالم, تؤيده جماعة ليس بالقليل بل ملايين الى الان مع بشار,

المسألة السورية مسألة لها خصوصيتها فقد فسدت فيها الثورة عندما انقلبت إلى صراع مسلح بسبب تيار الإخوان المسلمين ,
وليس هذا موضوعنا , فموضوعنا عن مبدأ جواز الثورة فى حد ذاتها
أما قولك أنه لبشار مؤيدين فهذا قول غريب , لأنه لا يفرق فى الحكم على بشار اعتباره ظالما أن كان له أعوان أو لا , فهذا ليس مبررا للظلم أصلا
وقولك الغريب هنا :
انظر مبارك من أيده من الشعب المصري ايضا بالملايين, لماذا اذكر هذا لاني قرأت لك تتحدث عن ظلمهم للمجموع وشمول الامة وهذا اخي ليس بواقع وانت تعلم هذا

منذ متى كان لمبارك مؤيدون بالملايين ؟!
لقد عجز مبارك فى مواجهة ثورة يناير وسقط لأنه لم يستطع أن يحشد من الآلاف وليس الملايين
أما ظلم المجموع فهو متحقق فى كافة الدول العربية وليس معنى وجود مواطنين مؤيدين للظالم ومتمتعين بالمزايا أو حتى راضين بالظلم أن ننفي وصف الظلم الجامع فى تلك الحالة
فحديثنا عن المجموع وليس الإجماع !
فليس هناك عاقل يقول أن هناك حاكم ظالم مهما بلغ ظلمه , وليس له مريدون , فإن فرعون وهو جبار الأجيال والذى ادعى الألوهية كان له أعوان وجنود تحدث عنهم القرآن
أليس كذلك ؟!

حتى الرئيس مرسي, من صوتوا له هم 52% من الشعب اين حق هؤلاء عندما خلع مرسي. عن اي جموع في الامة نتحدث؟

واضح بالطبع أنك لا تتابع الشأن المصري جيدا
فالمعلومة خاطئة تماما ,
فمؤيدو مرسي فى بدايات انتخاباته أيام كانت له شعبية لم يزيدوا عن 7 % من المصريين وهم مقدار خمسة ملايين صوتوا له فى الجولة من الإنتخابات , من مجموع أربعين مليون ناخب نزل منهم للتصويت عشرون مليونا فقط
وفى الجولة الثانية انضم ثوار يناير لمؤيدى مرسي فنجح على شفيق بــ 12 مليون ناخب , من تسعين مليون هم تعداد الشعب
وحتى هذه النسبة انهارت تماما بعد الإعلان الدستورى الشهير الذى كان بداية انهيار النظام عندما خرج عليه ثوار يناير وحتى السلفيون وبقي معه الإخوان فقط مع التيارات الإرهابية المسماة بالجهادية ,
ولو كانت له ملايين لرأينا هذه الملايين فى الشارع كما رأينا ملايين الثوار فى كافة مدن مصر فى ثورة 30 يونيو
بينما اقتصر حشد الإخوان على ميدان النهضة ورابعة وحدهما !
فأين هى الملايين التى تتحدث عنها
وأعود فأقول لك ما كررته أن وجود قلة من المؤيدين مستفيدة من النظام لا ينفي لفظ الظلم الجامع عن باقي الأمة
تقبل التقدير